أدوار العلماء ونشاطاتهم العلمية ، وتخصّصاتهم العقيدية ، وجهودهم في آثارهم العملية ، وآرائهم ونظريّاتهم وإبداعاتهم ومؤلّفاتهم ، وما إلى ذلك من أبعاد حياتهم ومعارفهم ، سواء في ذلك المشايخ المجيزين ، أم الرواة المجازين ، وفي كلّ الطبقات والقرون.
يبذل الشيخ المجيز جهداً كبيراً في سبيل الحصول على مصنّفات السلف الصالح من شيوخه ، فيذكر في ترجمة الشيخ كلّ ما عثر عليه من عناوين مصنّفاته ، وكثيراً ما يضيف أبواب الكتاب بالتفصيل كما فعل الشيخ السماهيجي في الإجازة عندما تحدّث عن كتاب العلاّمة المجلسي بحار الأنوار(١) وهذه ظاهرة بارزة في أدب الإجازات تحكي عن حميّة علمائنا وتحمّسهم لخدمة العلم ، فالشيخ النجاشي أحمد بن عليّ (ت ٤٥٠ هـ / ١٠٥٨م) يذكر في كتابه المعروف بـ : رجال النجاشي نحو أربعة آلاف مصنّفاً من كتب المترجم لهم ، معترفاً بالقصور في عدم بلوغ الغاية في ذلك ، فبجهده هذا قد أبطل زعم كلّ من يدّعي إنّ الشيعة لا تراث لهم(٢).
وقد تضمّنت إجازة الشيخ السماهجي نحو (٦٤٧) مصنّفاً لأعلام الإمامية ، منها (١٩٤) مصنّفاً لعلماء البحرين. وكثيراً ما يكتفي الشيخ السماهيجي بالقول : «له كتب إلاّ أنّي لم أقف على شيء منها»(٣).
__________________
(١) السماهيجي : الإجازة الكبيرة : ٩١ ـ ٩٢.
(٢) مشيخة النجاشي : ٤٤.
(٣) أنظر على سبيل المثال : ١٩٣ ، ٢٢١ ، ٢٣١.