أهميّة الذريعة :
ومع ذلك كلّه ؛ تبقى الذريعة من المصادر التي لا يمكن الاستغناء عنها ، حيث حازت على أهمّية كبرى لا تُقاس بما ذكر من المؤلّفات ؛ وذلك من جهات كثيرة لا تخفى على الناقد المتأمّل ، نذكر منها ما يلي :
أوّلا : تعتبر الذريعة أكثرها استيعاباً وشمولا لأكبر عدد ممكن من المؤلّفات ، فعدد مجلّداتها (٢٩) مجلّداً(١) ، واحتوت على (٥٥٧٩٥) كتاب ، هذا مع عدم عدّ الكتب التي استدركها شيخ الباحثين في مواضع أخرى ، أو ذكرها ضمناً وغير ذلك ، حيث يزيد على العدد المذكور بكثير.
هذا من حيث التعداد ، وأمّا من حيث الزمن ، فقد اشتملت الذريعة على كلّ ما ألّف منذ بزوغ فجر الإسلام وإلى سنة (١٣٧٠هـ)(٢) ، وهذا ما يُضفي عليها صفة (الجامعية) بالنسبة للعمل الفردي.
ثانياً : إنّ الشيخ آقا بزرك اعتمد في تدوين موسوعته الرائدة على مصادر كثيرة ومتنوّعة ، ووثائق شتّى ، ومكتبات مختلفة ، ممّا جعل الذريعة تحتوي على معلومات نادرة وثمينة توصّل إليها الشيخ بنفسه ، ولا زالت الذريعة تسعف الباحثين وترفد البحوث بأبكار ثمارها العلمية ، وقلّما تخلو صفحة من الذريعة ، من معلومات نادرة أو جديدة.
ثالثاً : لقد كان عصر الذريعة عصر اهتمام الأساطين والفحول بالفقه
__________________
(١) حيث إنّ الجزء التاسع منه في أربعة أجزاء.
(٢) الذريعة ٨ / ٢٩٦ ، وسوف يوافيك نصّ كلام الشيخ آقا بزرك قدسسره.