إلى قهستان .. فاستقبل
هناك بإجلال.
وخلال فترة مكوثه في قهستان ترجم للفارسية
كتاب ابن مسكويه (تطهير الأعراق) وزاد عليه مطالب جديدة وسمّاه (أخلاق ناصري)
ناسباً إيّاهُ إلى مضيفه ناصر الدين ، كما ألّف (الرسالة المعينية) في علم الهيئة
، وغيرها من الكتب الأُخرى.
ولم يطل المقام كثيراً بنصير الدين الطوسي
في قهستان ، إذ سرعان ما طلب علاء الدين محمّد زعيم الإسماعيليّين من واليه ناصر الدين
نزول الطوسي عنده ، فمضى ناصر الدين مصطحباً معه الطوسي إلى زعيمه علاء الدين في قلعة
(ميمون دز) فاستقبله الزعيم الإسماعيلي استقبالاً يتّفق ومنزلته واستبقاه لديه معزّزاً
مكرّماً.
وظلّ الطوسي في قلعة آلموت مع علاء الدين
محمّد ، ثمّ مع ولده ركن الدين حتّى استسلام ركن الدين للمغول في حملتهم الثانية.
وقد اختلفت آراء الباحثين حول اتّصال نصير
الدين بالإسماعيليّين.
فذهب أغلب الكتّاب الإسماعيليّين إلى (إسماعيلية
النصير) فإنّ ذهابه إلى قلاع الإسماعيلية باختياره ، وبقاءه تلك المدّة الطويلة التي
نافت على ربع قرن من الزمن ، والمناصب التي تقلّدها في الدولة الإسماعيلية النزارية
حيث عهد إليه وظيفة استشارية لا تقلّ عن رتبة (الوزراء) ثمّ اتّخذ وزيراً ، ثمّ أُنيط
__________________