أمّا التوجيه العلمي لهذا التقسيم الذي تبنّاه
المحقّق ، ووجّه حصر الفقه بهذه الأبواب الأربعة ، فقد وجّه ذلك الشهيد الأوّل في قواعده
بما يلي :
«ووجه الحصر : أنّ الحكم الشرعي إمّا أن
تكون غايته الآخرة ، أو الغرض الأهمّ منه الدنيا ، والأوّل : العبادات. والثاني : إمّا
أن يحتاج إلى عبارة ، أو لا. والثاني : الأحكام. والثاني : إمّا أن تكون العبارة من
اثنين ـ تحقيقاً أو تقديراً ـ أو لا. والأوّل : العقود ، والثاني : الإيقاعات».
وقد تطوّرت هذه التقسيمات بعد المحقّق الحلّي
وخاصّة في المدوّنات الفقهية الحديثة
ولكن تبقى الريادة والإبداع للمحقّق الحلّي رحمهالله.
الفصل الرابع
الملامح العامّة لمدرسة
الحلّة العلمية
المبحث الأوّل : الدور
السياسي لحوزة الحلّة العلمية :
لقد عاصرت حوزة الحلّة العلمية ، أحداثاً
سياسية هامّة ، شهدها العالم الإسلامي ، وكانت لها تأثيراتها الكبرى في رسم الخارطة
السياسية ، وعلى شبكة العلاقات والولاء والانتماء السياسي للدول التي كانت الدولة العبّاسية
__________________