وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾(١) ، وقال عزوجل : ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ* لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ﴾(٢) .
﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ
الْأَوَّلِينَ (٣٨)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد ذمّ المشركين وتهديدهم على عباداتهم البدنيّة والماليّة ، أمر نبيّه صلىاللهعليهوآله بترغيبهم إلى قبول الإسلام ، وتهديدهم على تركه بقوله : ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا﴾ ويرتدعوا عن الشّرك وعداوة الرّسول وقبائح الأعمال ، ويدخلوا في دين الإسلام وتبعيّة الرّسول صلىاللهعليهوآله ، ويلتزموا بالصّالحات من الأعمال ﴿يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ﴾ منهم ويعفى عن عقوبة ما ارتكبوا في حال كفرهم ؛ من العقائد الفاسدة ، والأعمال السيّئة وتبعاتها من الحدود والقصاص والضّمان وقضاء الفوائت ، كما روي أنّ الاسلام يجبّ ما قبله (٣) . ﴿وَإِنْ يَعُودُوا﴾ ويرجعوا إلى قتالك ، وإلى ما كانوا عليه من الأعمال السّيئة ، وأصرّوا على ما هم عليه من الكفر والشّقاق ﴿فَقَدْ مَضَتْ﴾ وتبيّنت ﴿سُنَّتُ﴾ الله ومعاملته مع الامم ﴿الْأَوَّلِينَ﴾ والقرون السّابقين الذين عارضوا الأنبياء ، وتحزّبوا عليهم ، وسمعوا كيف دمّرهم الله وأهلكهم بعذابه ، وجعل الأنبياء غالبين عليهم ، فلينتظروا لأنفسهم مثل تلك المعاملة.
عن العيّاشي : عن الباقر عليهالسلام أنّه قال له رجل : إنّي كنت عاملا لبني اميّة ، فأصبت مالا كثيرا ، فظننت أن ذلك لا يحلّ لي ، فسألت عن ذلك فقيل [ لي ] : إنّ أهلك ومالك وكلّ شيء لك حرام. فقال عليهالسلام : « ليس كما قالوا لك » ، قال : فلي توبة ؟ قال : « نعم ، توبتك في كتاب الله ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ﴾(٤) .
﴿وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما
يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ
النَّصِيرُ (٣٩) و (٤٠)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد تهديد الكفّار بما أنزل على الامم الماضية من العذاب ، أمر المؤمنين بقتالهم بقوله:
__________________
(١) النور : ٢٤ / ٢٦.
(٢) بحار الأنوار ٦٧ : ١٠٦ / ٢١ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٠٢.
(٣) تفسير الرازي ١٥ : ١٦٣.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ١٩٣ / ١٧٢٧ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٠٢.