وعن ( الكافي ) : قاله الحارث بن عمرو الفهري (١) .
وعن القمّي رحمهالله : نزلت لمّا قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لقريش : « إنّ الله بعثني أن أقتل جميع ملوك الدّنيا وأجرّ الملك إليكم ، فأجيبوني إلى ما أدعوكم إليه تملكوا بها العرب ، وتدين لكم بها العجم ، وتكونوا ملوكا في الجنّة » . فقال أبو جهل : اللهم إن كان هذا الذي يقول محمّد هو الحق من عندك [ فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم ] حسدا لرسول الله صلىاللهعليهوآله (٢) .
وعن المجمع : عن الصادق عليهالسلام ، عن آبائه : « لمّا نصب رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا يوم غدير خم قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه. طار ذلك في البلاد ، فقدم على النبيّ صلىاللهعليهوآله النّعمان بن الحارث الفهري فقال : أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصّوم والصّلاة والزّكاة فقبلناها ، ثمّ لم ترض حتّى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله ؟ فقال : والله الذي لا إله إلّا هو ، إنّ هذا من الله ، فولّى النّعمان بن الحارث وهو يقول : اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء ، فرماه الله بحجر على رأسه فقتله (٣) .
﴿وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣)﴾
ثمّ بيّن الله سبحانه علّة عدم إنزال العذاب عليهم مع غاية استحقاقهم له ، بقوله : ﴿وَما كانَ اللهُ﴾ وليس مناسبا للطفه بك ﴿لِيُعَذِّبَهُمْ﴾ بما عذّب به الامم الماضية ﴿وَأَنْتَ﴾ مع كونك رحمة للعالمين وأمانا لأهل السّماوات والأرضين ﴿فِيهِمْ﴾ وحيّ بينهم ، بل لم يعذّب امّة من الامم الماضية إلّا بعد خروج نبيّهم من بينهم.
ثم ذكر علّة أخرى بقوله : ﴿وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ﴾ وفيهم ، أو في أصلابهم المؤمنون ﴿وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾
وقيل : إنّ مرجع الضمير الكفّار ، والمعنى : أنّهم لو استغفروا لم يعذّبوا ، والمقصود حثّهم على الاستغفار.
وقيل : إنّ المراد بالاستغفار الإسلام ، والمعنى : وهم يسلمون فيما بعد ، فإنّه كان في علم الله أنّه يسلم كثير منهم ؛ كأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب ، والحارث بن هشام ، وحكيم بن حزام ،
__________________
(١) الكافي ٨ : ٥٧ / ١٨ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٩٧.
(٢) تفسير القمي : ١ : ٢٧٦ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٩٨.
(٣) مجمع البيان ١٠ : ٥٣٠ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٩٩.