قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٣ ]

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٣ ]

    تحمیل

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٣ ]

    81/652
    *

    فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦)

    ثمّ أنّه تعالى بعد التّهديدات البليغة الأكيدة ، رغّبهم في الطّاعة بقوله : ﴿وَاذْكُرُوا﴾ أيّها المؤمنون المهاجرون ﴿إِذْ أَنْتُمْ﴾ في بدء إسلامكم ﴿قَلِيلٌ﴾ من حيث العدد والعدّة ﴿مُسْتَضْعَفُونَ﴾ ومقهورون تحت أيدي كفّار قريش ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ التي كنتم متوطّنين فيها ؛ وهي مكّة ، في حال ﴿تَخافُونَ﴾ من ﴿أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ﴾ ويستلبكم ﴿النَّاسُ﴾ ويذهبوا بكم ويقتلوكم ﴿فَآواكُمْ﴾ الله بلطفه ورحمته ، وأسكنكم في المدينة ﴿وَأَيَّدَكُمْ﴾ وقوّاكم ﴿بِنَصْرِهِ﴾ إيّاكم على الكفّار ﴿وَرَزَقَكُمْ مِنَ﴾ الغنائم ﴿الطَّيِّباتِ﴾ المحلّلات لكم ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ هذه النّعمة الجليلة بالقيام بطاعة الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإجابة دعوته.

    القمّي : نزلت في قريش خاصّة (١) .

    ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ

     تَعْلَمُونَ (٢٧)

    ثمّ أنّه تعالى بعد الأمر بطاعته وطاعة رسوله وإجابتهما ، نهى عن خيانتهما وغشّهما بقوله : ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ﴾ ولا تغشّوهما.

    روي أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حاصر بني قريظة إحدى وعشرين ليله ، فسألوه الصّلح كما صالح إخوانهم بني النّضير على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذرعات وأريحا من بلاد الشام ، فأبى عليه‌السلام إلّا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فأبوا وقالوا : أرسل إلينا إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر ، وكان مناصحا لهم لأنّ عياله [ وماله ] كانت في أيديهم ، فبعثه إليهم فقالوا : ما ترى ، هل ننزل على حكم سعد ؟ فأشار [ بيده ] إلى حلقه [ بالذبح ] ؛ أي إنّ حكم سعد فيكم أن تقتلوا صبرا ، فلا تنزلوا على حكمه (٢) .

    وروي عن الباقر عليه‌السلام قريب منه : ثمّ قال : « فأتاه جبرئيل فأخبره بذلك ، قال أبو لبابة : فو الله ما زالت قدماي من مكانهما حتّى عرفت أنّي خنت الله ورسوله. فنزلت الآية [ فيه ] ، فلمّا نزلت شدّ نفسه على سارية من سواري المسجد وقال : والله ما أذوق طعاما ولا شرابا حتّى أموت أو يتوب الله عليّ ؛ فمكث سبعة أيّام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا حتّى خرّ مغشيّا عليه ، ثمّ تاب الله عليه » (٣) .

    __________________

    (١) تفسير القمي ١ : ٢٧١ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٩٠.

    (٢) مجمع البيان ٤ : ٨٢٣ ، تفسير روح البيان ٣ : ٣٣٥ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٩٠.

    (٣) مجمع البيان ٤ : ٨٢٤ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٩١.