بنقض جميع ما غزلت (١) .
عن الباقر عليهالسلام : « التي نقضت غزلها امرأة من بني تيم بن مرّة يقال : له ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن لؤي بن غالب ، كانت حمقاء تغزل الشعر ، فإذا غزلته نقضته ، ثمّ عادت تغزله ، فقال الله : ﴿كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها﴾ الآية » قال : « إنّ الله أمر بالوفاء ، ونهى عن نقض العهد ، وضرب لهم مثلا » (٢) .
وعن الصادق عليهالسلام في تأويلها « أنّ عائشة هي نكثت أيمانها » (٣) .
وقيل : إنّ المقصود تصوّر مثل المرأة التي تكون صفتها كذلك (٤) ، ولا يلزم وجودها في الخارج ، والمراد لا تكونوا مثل هذه الامرأة حال كونكم ﴿تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً﴾ وخديعة وغشّا ﴿بَيْنَكُمْ﴾ لأجل ﴿أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ﴾ وجماعة ﴿هِيَ أَرْبى﴾ وأكثر ﴿مِنْ أُمَّةٍ﴾ وجماعة اخرى عددا ومالا وقوة وشرفا.
وقيل : إنّ الجملة استفهامية إنكارية (٥) ، والمعنى أتتّخذون ؟ ! إلى آخره.
قيل : كانوا يحالفون الحلفاء ثمّ يجدون من كان أعزّ منهم وأشرف ، فينقضون حلف الأولين ويحالفون هؤلاء الذين هم أعزّ ، فنهاهم الله تعالى عن ذلك (٦) .
وقيل : إنّ الأربى كفرة قريش ، والامّة الاخرى جماعة المؤمنين (٧) ، وعلى أيّ تقدير ﴿إِنَّما﴾ الغرض من جعل بعض الامم أربى ، أو من الأمر والنهي أن ﴿يَبْلُوكُمُ اللهُ﴾ ويختبركم ﴿بِهِ﴾ بأن يظهر أنّكم تمسّكون بحبل الوفاء بعهد الله وبيعة رسوله ، أم تغترّون بكثرة قريش وشوكتهم وضعف المسلمين ، أو تطيعون الله ورسوله ، أو تتّبعون خطوات الشيطان وتسويلاته.
والقمي : ﴿إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ﴾ يعني يختبركم بعلي عليهالسلام (٨) .
﴿وَلَيُبَيِّنَنَ﴾ الله ﴿لَكُمْ﴾ البتة ﴿يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ ووقت جزاء الأعمال ﴿ما كُنْتُمْ﴾ في الدنيا ﴿فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ من صحّة دين الاسلام ، وأنّه دين الحقّ المؤدّيّ إلى الثواب ، وبطلان غيره وأنّه مؤدّ إلى العقاب.
﴿وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ
__________________
(١) تفسير أبي السعود ٥ : ١٣٧ ، تفسير روح البيان ٥ : ٧٥.
(٢) تفسير القمي ١ : ٣٨٩ ، تفسير الصافي ٣ : ١٥٣.
(٣) تفسير العياشي ٣ : ٢٢ / ٢٤٢٤ ، تفسير الصافي ٣ : ١٥٣.
(٤) تفسير روح البيان ٥ : ٧٥.
(٥ و٦) تفسير الرازي ٢٠ : ١٠٩.
(٧) تفسير الصافي ٣ : ١٥٣ ، تفسير روح البيان ٥ : ٧٥.
(٨) تفسير القمي ١ : ٣٨٩ ، الكافي ١ : ٢٣٢ / ١ ، تفسير الصافي ٣ : ١٥٤.