وعن الصادق عليهالسلام : ﴿بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ قال : « هم الحفدة ، وهم العون [ منهم ] يعني البنين»(١).
وعنه عليهالسلام في رواية اخرى قال : « الحفدة بنو البنت ، ونحن حفدة رسول الله صلىاللهعليهوآله » (٢) .
وعنه أيضا : « هم أختان الرجل على بناته » (٣) .
ثمّ لمّا ذكر سبحانه التفضيل في الرزق ولم يبين فضله وصفه هنا بقوله : ﴿وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ﴾ واللذائذ كالثمار والفواكه والحبوب والحيوات والأشربة كالعسل وأمثاله.
ثمّ أنكر سبحانه عليهم الشرك مع ظهور دلائل التوحيد بقوله : ﴿أَ فَبِالْباطِلِ﴾ الذي أظهره الأصنام والشرك ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ مع تلك الحجج الباهرة على التوحيد ﴿وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ بنسبتها إلى غيره من الأصنام والأنداد التي زعموها آلهة.
وقيل : كفرانهم النّعم تحريمهم البحيرة (٤) وأخواتها (٥) .
وقيل : نعمة الله رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكتابه ودينه ، وكفرهم بها إنكارها (٦) .
﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا
يَسْتَطِيعُونَ * فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٧٣) و (٧٤)﴾
ثمّ لمّا ذكر سبحانه الدلائل على التوحيد ، ونبّههم على ما رزقهم من العمر والمال والأزواج والأولاد والطيبات من المأكولات والمشروبات ، ذمّ المشركين ووبّخهم بقوله : ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ﴾ مع وفور رزقه عليهم ﴿ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً﴾ يسيرا من المطر والنبات ﴿وَلا يَسْتَطِيعُونَ﴾ أن يملكوه.
وقيل : إنّ ضمير الجمع راجع إلى المشركين ، والمعنى أنّ المشركين مع حياتهم وشعورهم لا يقدرون على تملّك الرزق ، فكيف بالجمادات ؟ (٧) .
ثمّ قيل : إنّ المشركين كأنّهم قالوا : كما أنّ الأصاغر يخدمون الأكابر ، والأكابر يخدمون الملوك ، كذلك نحن نعبد الأصنام والأصنام يعبدون الله ، لأنّه تعالى أجلّ وأعظم من أن نعبده (٨) ، فردّ الله عليهم
__________________
(١) تفسير العياشي ٣ : ١٦ / ٢٤٠٦ ، تفسير الصافي ٣ : ١٤٦.
(٢) تفسير العياشي ٣ : ١٦ / ٢٤٠٥ ، تفسير الصافي ٣ : ١٤٦.
(٣) مجمع البيان ٦ : ٥٧٦ ، تفسير الصافي ٣ : ١٤٦.
(٤) البحيرة : الناقة كانت في الجاهلية إذا ولدت خمسة أبطن شقّوا اذنها ، وأعفوها من أن ينتفع بها ، ولم يمنعوها من مرعى.
(٥) تفسير الرازي ٢٠ : ٨١.
(٦) جوامع الجامع : ٢٤٧ ، تفسير الصافي ٣ : ١٤٦.
(٧) تفسير البيضاوي ١ : ٥٥١ ، تفسير أبي السعود ٥ : ١٢٨.
(٨) تفسير الرازي ٢٠ : ٨٣.