علانية ولا يذكرونه سرّا ، فقال الله : ﴿يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً﴾(١) .
وعن أحدهما عليهماالسلام : « لا يكتب الملك إلّا ما يسمع ، وقال الله : ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً﴾ فلا يعلم ثواب ذلك الذّكر في نفس الرّجل إلّا الله لعظمته » (٢) .
وعنه عليهالسلام ، في هذه الآية قال : « تقول عند المساء لا إله إلّا هو (٣) وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، [ ويميت ويحيي ] وهو على كلّ شيء قدير » .
قيل : بيده الخير ؟ قال : « إنّ بيده الخير ، ولكن قل كما أقول لك عشر مرّات. وأعوذ بالله السّميع العليم [ من همزات الشياطين ، وأعوذ بك ربّ ان يحضرون إن الله هو السّميع العليم ] . حين تطلع الشّمس وحين تغرب عشر مرّات » (٤) .
ثمّ لمّا رغّب الله سبحانه الرّسول صلىاللهعليهوآله وعامّة النّاس في الذّكر باللّسان صباحا ومساء وفي تذكّره تعالى ، وإنّما قوّى داعيتهم إليه ببيان حال المقرّبين عنده ، بقوله : ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ﴾ من الملائكة مع نهاية شرفهم ، وكمال طهارتهم وعصمتهم ، ونزاهتهم عن بواعث الشّهوة والغضب وعوارض الحقد والحسد. وعن القمّي يعني : الأنبياء والرّسل والأئمّة (٥) ، مع عصمتهم ﴿لا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ ولا يتأنّفون ﴿عَنْ﴾ الخضوع لله و﴿عِبادَتِهِ﴾ بل هم مستغرقون فيها آناء اللّيل وأطراف النّهار ﴿وَيُسَبِّحُونَهُ﴾ وينزّهونه من النقائص الإمكانيّة ﴿وَلَهُ﴾ وحده ﴿يَسْجُدُونَ﴾
فإذا كانت الأنبياء والملائكة والمقرّبون حالهم كذا ، فالإنسان المبتلى بظلمات الطّبيعة ، المنهمك في اللّذات النّفسانيّة والشّهوات الحيوانيّة ، أولى بالمواظبة على العبادة والذّكر والطاعة ، وأن لا يخلو من ذكره وتسبيحه وتقديسه.
__________________
(١) الكافي ٢ : ٣٦٤ / ٢ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٦٤ ، والآية من سورة النساء : ٤ / ١٤٢.
(٢) تفسير العياشي ٢ : ١٧٩ / ١٦٧٧ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٦٤.
(٣) في تفسير العياشي وتفسير الصافي : إلّا الله.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ١٨٠ / ١٦٧٩ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٦٤.
(٥) تفسير القمي ١ : ٢٥٤ ، تفسير الصافي ٢ : ٢٦٤.