مواضعهم من الاولى ، ما كان في بطنها كان في بطنها ، وما كان على ظهرها كان على ظهرها » (١) .
وعنه صلىاللهعليهوآله : « يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النّقي (٢) ، ليس فيها معلم لأحد » (٣) .
وفي ( الكافي ) عن الباقر عليهالسلام : « تبدّل الأرض خبزة نقيّة ، يأكل الناس منها حتّى يفرغوا من الحساب » .
قيل : إنّ الناس لفي شغل يومئذ عن الأكل والشرب ؟ فقال : « إنّهم في النار لا يشتغلون عن أكل الضّريع وشرب الحميم وهم في العذاب ، فكيف يشتغلون عنه في الحساب ؟ » (٤) .
وفي رواية اخرى : « أن الله عزوجل خلق ابن آدم أجوف ، ولا بدّ له من الطعام والشراب ، أهم أشدّ شغلا يومئذ أم من في النّار ؟ فقد استغاثوا والله عزوجل يقول : ﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ﴾(٥) .
وعن الصادق عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أرض القيامة من نار ما خلا ظلّ المؤمن ، فان صدقته تظلّه » (٦) .
عن الباقر - في رواية - أنّه قال : « لعلّكم ترون أنّه إذا كان يوم القيامة ، وصيّر الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة ، وصيّر أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار ، أنّ الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده ، ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحّدونه ويعظّمونه ، بلى [ والله ] وليخلقن خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحّدونه ويعظّمونه ، ويخلق لهم أرضا تحملهم وسماء تظلّهم ، أ ليس الله يقول : ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ﴾ وقال الله : ﴿أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾(٧) .
أقول : ليس في الرواية دلالة على تغيير أرض المحشر.
وعن ابن مسعود : تبدّل بأرض كالفضّة البيضاء النقية لم يسفك فيها (٨) دم ، ولم تعمل عليها خطيئة (٩) .
وعن السجاد عليهالسلام : « وتبدّل الأرض غير الأرض ، يعني بأرض لم تكتسب عليها الذنوب ، بارزة ليس عليها جبال ولا نبات ، كما دحاها أوّل مرّة » (١٠) .
وعن الباقر عليهالسلام ، قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : المتحابون في الله عزوجل يوم القيامة على أرض من
__________________
(١) مجمع البيان ٦ : ٤٩٨ ، تفسير الصافي ٣ : ٩٧.
(٢) العفراء : الأرض البيضاء التي لم توطأ ، وقرصة النّقي : القرصة المتّخذة من خالص الدقيق ولبابه.
(٣) مجمع البيان ٦ : ٤٩٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٩٧. (٤) الكافي ٦ : ٢٨٦ / ١ ، تفسير الصافي ٣ : ٩٦.
(٥) الكافي ٦ : ٢٨٧ / ٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٩٦ ، والآية من سورة الكهف : ١٨ / ٢٩.
(٦) ثواب الأعمال : ١٤٠ ، بحار الأنوار ٧ : ١٢٠ / ٥٧.
(٧) تفسير العياشي ٢ : ٤٢٣ / ٢٣١٣ ، الخصال : ٣٥٩ / ٤٥ ، تفسير الصافي ٣ : ٩٧ ، والآية من سورة ق : ٥٠ / ١٥.
(٨) في تفسير الرازي : عليها. (٩) تفسير الرازي ١٩ : ١٤٧.
(١٠) تفسير العياشي ٢ : ٤٢١ / ٢٣٠٨ ، تفسير الصافي ٣ : ٩٦.