وعن الصادق عليهالسلام : « عنى بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله صلىاللهعليهوآله ونصبوا له الحرب » ، وجحدوا الوصية » (١) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : « أنّهم كفار قريش ، كذّبوا نبيهم ، ونصبوا له الحرب والعداوة » (٢) .
ويمكن الجمع بين الروايات بأن النزول وإن كان في قريش قاطبة ، ولكن لمّا كان الأفجران أكفرهم للنعمة صحّ أن يقال نزلت فيهما.
وعن الصادق عليهالسلام - في رواية - « ونحن نعمة الله التي أنعم بها على عباده ، وبنا يفوز من فاز»(٣) .
وعن ( الكافي ) و( القمي ) عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « ما بال أقوام غيّروا سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله وعدلوا عن وصيه ، ألا يتخوّفون أن ينزل بهم العذاب » ثمّ تلا هذه الآية ، ثم قال : « نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده ، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة » (٤) .
﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠)﴾
ثمّ فسّر الله كفرانهم بقوله : ﴿وَجَعَلُوا﴾ من الأصنام ﴿لِلَّهِ أَنْداداً﴾ وشركاء في العبادة والنّعم التي أنعم بها عليهم بأن صرفوها فيها ، وقالوا : هذا لله ، وهذا لشركائنا ﴿لِيُضِلُّوا﴾ ويحرفوا عباد الله ﴿عَنْ﴾ سلوك ﴿سَبِيلِهِ﴾ وقبول دينه الحقّ.
ثمّ أمر سبحانه نبيه صلىاللهعليهوآله بتهديدهم بقوله : ﴿قُلْ﴾ يا محمّد ، لهؤلاء المشركين المضلّين : أنتم لا تتأهّلون للوعظ والنّصح والهداية ، فأنتم مخلّون وأنفسكم ، إذن ﴿تَمَتَّعُوا﴾ وانتفعوا بالنّعم الدنيوية قليلا ، وكلوا منها كما تأكل الأنعام ، لا حظّ لكم في نعم الآخرة ﴿فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ﴾ بعد خروجكم من الدنيا ﴿إِلَى النَّارِ﴾ التي سجّرها القهّار بغضبه.
﴿قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ
قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (٣١)﴾
ثمّ لمّا أمر سبحانه الكفّار بالتمتّع بالنّعم الدنيوية تهديدا ، أمر نبيه صلىاللهعليهوآله بأن يأمر المؤمنين بالإعراض عن الدنيا والاقبال إلى العبادات لطفا بقوله : ﴿قُلْ﴾ يا محمّد ﴿لِعِبادِيَ الَّذِينَ﴾ عرفوني و﴿آمَنُوا﴾ بوحدانيتي ودار جزائي ، ليعرضوا عن التمتّع بالمشتهيات النفسانية واللذائذ الدنيوية ، ويقبلوا الى
__________________
(١) الكافي ١ : ١٦٩ / ٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٨٧.
(٢) مجمع البيان ٦ : ٤٨٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٨٧.
(٣) تفسير القمي ١ : ٣٧١ ، تفسير الصافي ٣ : ٨٧.
(٤) الكافي ١ : ١٦٩ / ١ ، تفسير الصافي ٣ : ٨٧.