﴿وَعِنْدَهُ﴾ تعالى ﴿أُمُّ الْكِتابِ﴾ وأصل الكتب المحفوظه من المحو والتغيير ، إذ ما من الممحوّ والثابت إلّا فيه ، ولذا يسمّى باللوح المحفوظ.
عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره إلّا ثلاث سنين ، فيمدّه الله إلى ثلاث وثلاثين سنة ، وإن المرء ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون سنه ، فينقصه الله إلى ثلاث سنين أو أدنى » وكان الصادق عليهالسلام يتلو هذه الآية (١) .
وعنه عليهالسلام : أنّه سئل عن هذه الآية ، فقال : « إنّ ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت ، فمن ذلك الذي يردّ الدعاء القضاء ، وذلك الدعاء مكتوب عليه : الذي يردّ به القضاء ، حتى إذا صار إلى امّ الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا » (٢) .
أقول : هكذا الرواية في النسخة. وعنه عليهالسلام : أنّه سئل عن قول الله تعالى : ﴿ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ﴾(٣) قال : « كتبها لهم ثمّ محاها ، ثمّ كتبها لأبنائهم فدخلوها ، والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده امّ الكتاب » (٤) .
عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « هما كتابان كتاب سوى أمّ الكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت ، وامّ الكتاب لا يغيّر منه شيء » (٥) .
وعن الصادق عليهالسلام : « الأمر (٦) أمران : موقوف ومحتوم ، فما كان من محتوم أمضاه ، ما كان من موقوف فله فيه المشيئة يقضي فيه ما يشاء » (٧) .
وعنه عليهالسلام : « إذا كانت ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى سماء الدنيا ، فكتبوا ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى [ في ] تلك السنة ، فإذا أراد الله أن يقدّم شيئا أو يؤخّره أو ينقص شيئا [ أو يزيد ] أمر الملك أن يمحو ما يشاء ، ثمّ أثبت الذي أراد » (٨) .
وعنه عليهالسلام : « هل يمحو إلّا ما كان ثابتا ، وهل يثبت إلّا ما لم يكن » (٩) .
وعن الباقر عليهالسلام ، قال : « كان عليّ بن الحسين عليهالسلام يقول : لو لا آية في كتاب الله لحدّثتكم بما يكون
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٤٠٠ / ٢٢٥٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٧٤.
(٢) تفسير العياشي ٢ : ٤٠٠ / ٢٢٥٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٧٥.
(٣) المائدة : ٥ / ٢١.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ٢٦ / ١٢٣٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٧٤.
(٥) مجمع البيان ٦ : ٤٥٨ ، تفسير الصافي ٣ : ٧٥.
(٦) في مجمع البيان : هما.
(٧) مجمع البيان ٦ : ٤٥٨ ، تفسير الصافي ٣ : ٧٥.
(٨) تفسير العياشي ٢ : ٣٩٥ / ٢٢٤١ ، تفسير القمي ١ : ٣٦٦ ، تفسير الصافي ٣ : ٧٤.
(٩) تفسير العياشي ٢ : ٣٩٥ / ٢٢٣٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٧٤.