القمي : نزلت في الأئمّة عليهمالسلام وشيعتهم الذين صبروا (١) .
عن الصادق عليهالسلام قال : « نحن الصبّر ، وشيعتنا أصبر منّا ، لأنّا صبرنا على ما نعلم ، وهم صبروا على ما لا يعلمون » (٢) .
وعن الباقر عليهالسلام ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله - في حديث يصف فيه حال المؤمن إذا دخل الجنان والغرف - [ قال : ] « ثمّ يبعث الله له ألف ملك يهنّئونه بالجنّة ، ويزوّجونه بالحوراء ، فينتهون إلى أول باب من جنانه ، فيقولون للملك الموكّل بأبواب الجنان : استاذن لنا على وليّ الله ، فانّ الله قد بعثنا مهنّئين. فيقول الملك : حتّى أقول للحاجب ، فيعلمه مكانكم. فيدخل الملك إلى الحاجب ، وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان ، حتّى ينتهي إلى أول باب فيقول للحاجب : إنّ على باب العرصة ألف ملك أرسلهم الله ربّ العالمين يهنّئون وليّ الله [ وقد سألوني أن آذن لهم عليه ، فيقول الحاجب : إنّه ليعظم عليّ أن أستأذن لأحد على وليّ الله وهو مع زوجته الحوراء. قال : وبين الحاجب وبين وليّ الله جنّتان ، قال : فيدخل الحاجب إلى القيّم فيقول له : إنّ على باب العرصة ألف ملك أرسلهم ربّ العزّة يهنّئون وليّ الله ] فاستاذن [ لهم ] . فيقوم القيّم إلى الخدّام فيقول لهم : إنّ رسل الجبّار على باب العرصة ، وهم ألف ملك يهنّئون ولي الله ، فأعلموه مكانهم ، فيعلمه الخدّام مكانهم ، فيؤذن لهم فيدخلون على وليّ الله وهو في الغرفة ، ولها ألف باب ، وعلى كلّ باب من أبوابها ملك موكّل به ، فاذا أذن للملائكة بالدخول على وليّ الله ، فتح كلّ ملك بابه الذي وكّل به ، فيدخل [ القيّم ] كلّ ملك من باب من أبواب الغرفة ، فيبلّغونه رسالة الجبّار ، وذلك قول الله تعالى : ﴿وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ﴾ يعني من أبواب الغرفة ﴿سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾(٣) .
﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٢٥)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد توصيف المؤمنين الذين هم أهل البصيرة وتنوّر القلب بالصفات الكريمة ، وبيان ما يترتّب عليها من الكرامة والنّعم وحسن العاقبة ، ذكر صفات الكفّار الذين هم عمي القلوب بقوله : ﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ﴾ الذي أخذ عليهم بالإيمان والطاعة ﴿مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ﴾ وتوكيده بالاقرار والقبول.
القمي : يعني في أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو الذي أخذ الله عليهم في الذرّ ، وأخذ عليهم رسول
__________________
(١ و٢) تفسير القمي ١ : ٣٦٥ ، تفسير الصافي ٣ : ٦٨.
(٣) الكافي ٨ : ٩٨ / ٦٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٦٨.