عن الصادق عليهالسلام : « هو أن تحسب عليهم السيئات ، ولا تحسب لهم الحسنات ، وهو الاستقصاء » (١) .
وعنه عليهالسلام : أنّه تلا هذه الآية حين رأى رجلا استقصى حقّه من أخيه ، وقال : « أتراهم يخافون أن يظلمهم أو يجور عليهم ؟ لا ولكنّهم خافوا الاستقصاء والمداقّة ، فسمّاه الله سوء الحساب ، فمن استقصى فقد أساء » (٢) .
وعنه عليهالسلام : « لو لم يكن للحساب مهولة إلّا حياء العرض على الله ، وفضيحة هتك الستر على المخفيات ، لحقّ للمرء أن لا يهبط من روؤس الجبال ، ولا يأوي إلى عمران ، ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام إلّا عن اضطرار متّصل بالتّلف » (٣) .
﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا﴾ على طاعة الله وترك المشتهيات ومصائب الدهر ﴿ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ﴾ وطلبا لمرضاته ومثوباته ، واستغراقا في محبّته (٤) .
ثمّ لمّا كانت الصلاة والزكاة أهم العبادات ، خصّهما بالذكر بقوله : ﴿وَأَقامُوا الصَّلاةَ﴾ الواجبة ﴿وَأَنْفَقُوا﴾ على الفقراء والمحتاجين ووجوه البرّ بعضا ﴿مِمَّا رَزَقْناهُمْ﴾ وأنعمنا عليهم من الأموال الزكوية بقصد الزكاة والقربة ﴿سِرًّا﴾ إذا لكم يكن في معرض الاتهام بترك أداء الزكاة ﴿وَعَلانِيَةً﴾ وجهرا إذا كان في معرضه.
وقيل : إن المراد الصدقات المندوبة ، فانّها تنفق سرّا ، أو الزكاة الواجبة فانّها تودّى علانية (٥) .
وقيل : إنّ المراد الإنفاق من جميع ما أعطاه الله من المال والعلم والجاه والقوى.
﴿وَيَدْرَؤُنَ﴾ ويدفعون ﴿بِالْحَسَنَةِ﴾ والأعمال الخيرية ، أو بالتوبة ﴿السَّيِّئَةَ﴾ من المعاصي والخطايا.
عن الصادق عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي ، ما من دار فيها فرحة إلّا تتبعها ترحة ، وما من همّ إلّا وله فرج إلّا همّ أهل النار. يا علي ، إذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة تمحها سريعا ، وعليك بصنائع الخير فإنّها تدفع مصارع السوء » (٦) .
وعن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال لمعاذ بن جبل : « إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها » (٧) .
وقيل : إنّ المعنى يجازون الإساءة بالاحسان ، والظلم بالعفو ، والمنع بالعطاء ، والقطع بالصلة (٨).
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٣٨٨ / ٢٢١٧ ، مجمع البيان ٦ : ٤٤٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٦٧.
(٢) تفسير العياشي ٢ : ٣٨٨ / ٢٢١٨ ، تفسير القمي ١ : ٣٦٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٦٦.
(٣) مصباح الشريعة : ٨٥ ، تفسير الصافي ٣ : ٦٧.
(٤) في النسخة : محبة.
(٥) تفسير الرازي ١٩ : ٤٣.
(٦) تفسير القمي ١ : ٣٦٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٦٧.
(٧) مجمع البيان ٦ : ٤٤٤ ، تفسير الرازي ١٩ : ٤٣.
(٨) تفسير روح البيان ٤ : ٣٦٦.