واثقهم به بالشّرك وارتكاب المعاصي.
عن ابن عباس : يريد الذي عاهدهم عليه حين كانوا في صلب آدم وأشهدهم على أنفسهم ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾(١) .
وقيل : إنّ الميثاق ما واثقه (٢) المكلّف على نفسه والتزم به بنذر وشبهه (٣) .
عن الكاظم عليهالسلام : « نزلت هذه الآية في آل محمّد صلىاللهعليهوآله ، وما عاهدهم عليه ، وما أخذ عليهم من الميثاق في الذرّ من ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام والأئمّة عليهمالسلام بعده » (٤) .
﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ
الْحِسابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا
رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ *
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ
يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى
الدَّارِ (٢١) و (٢٤)﴾
ثمّ وصفهم بالعمل بأهمّ التكاليف بقوله : ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ من رحم آل محمّد صلىاللهعليهوآله ورحم نفسه. عن الصادق عليهالسلام : « نزلت في رحم آل محمّد صلىاللهعليهوآله ، وقد تكون في قرابتك » الخبر (٥) .
وعنه عليهالسلام : « الرحم معلّقة بالعرش تقول : اللهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني. وهي رحم آل محمّد صلىاللهعليهوآله ، وهو قول الله عزوجل : ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ ورحم كلّ ذي رحم»(٦) .
وقيل : إنّ المراد رعاية جميع الحقوق الواجبة للعباد ، فيدخل فيه [ صلة الرّحم و] صلة القرابة الثابتة بسبب إخوّة الإيمان ، ومن صلتهم إمدادهم بايصال الخيرات إليهم ، ودفع المكارة والآفات عنهم(٧).
﴿وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾ وعذابه ، أو مهابته ﴿وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ﴾ بالخصوص ، فلذا يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا.
__________________
(١) تفسير الرازي ١٩ : ٤٠ ، والآية من سورة الأعراف : ٧ / ١٧٢.
(٢) في تفسير الرازي : ما وثقه.
(٣) تفسير الرازي ١٩ : ٤١.
(٤) تفسير القمي ١ : ٣٦٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٦٦.
(٥) الكافي ٢ : ١٢٥ / ٢٨ ، تفسير الصافي ٣ : ٦٦.
(٦) الكافي ٢ : ١٢١ / ٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٦٦.
(٧) تفسير الرازي ١٩ : ٤١.