عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « سرق يوسف صنما لجدّه أبي امّه من فضّة وذهب فكسره وألقاه على الطريق » .
وقيل : كانت لإبراهيم منطقة (١) يتوارثها أكابر ولده ، فورثها إسحاق ، ثمّ وقعت إلى ابنته ، وكانت أكبر أولاده ، فحضنت يوسف وهي عمّته بعد وفاة [ امه ] راحيل ، وكانت تحبّه حبا شديدا بحيث لا تصبر عنه ، فلمّا شبّ أراد يعقوب أن ينتزعه منها ، فاحتالت بأن شدّت المنطقة على وسط يوسف تحت ثيابه وهو نائم ، وقالت : فقدت منطقة إسحاق ، فانظروا من أخذها. ففتّشوا فوجدوها مشدودة على وسط يوسف تحت ثيابه ، فقالت : إنّه سرقها منّي ، فكان سلما لي ، وكان حكمهم أنّ من سرق يسترق ، فتوسّلت بهذه الحيلة ، إلى إمساكه عند نفسها ، فتركه يعقوب عندها إلى أن ماتت(٢).
عن الرضا عليهالسلام قال : « كانت لاسحاق النبي منطقة يتوارثها الأنبياء والأكابر ، وكانت عند عمّة يوسف ، وكان يوسف عندها ، وكانت تحبه فبعث إليها أبوه : أن ابعثيه ، إليّ وأردّه إليك ، فبعثت إليه : أن دعه عندي الليلة أشمّه ثمّ ارسله إليك غدوة ، فلمّا أصبحت أخذت المنطقة فربطتها في حقوه (٣) وألبسته قميصا وبعثت به إليه ، وقالت : سرقت المنطقة فوجدت عليه ، وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمان دفع به إلى صاحب السرقة » (٤) .
وفي رواية : « فقال لها يعقوب : فإنّه عبدك على أن لا تبيعيه ولا تهبيه ، قالت : فأنا أقبله على أن لا تأخذه منّي واعتقه الساعة. فأعطاها إياه وأعتقته » (٥) .
وقيل : إنّه كان يسرق من مائدة أبيه ويدفعه إلى الفقراء (٦) .
وقيل : إنّه سرق عناقا (٧) من أبيه (٨) . وقيل : دجاجة ، ودفعه إلى مسكين (٩) .
أقول : فساد هذين القولين واضح.
وقيل : إنّ الإخوة اتهموه وكذبوا عليه ، وكانت قلوبهم مملوءة من الغضب عليه (١٠) .
وقيل : إنّ يوسف نسبهم إلى السرقة بقوله إنكم لسارقون ، فكوفي بقولهم : سرق أخ له (١١) .
ثمّ لمّا حبس يوسف بنيامين كلمه إخوته في إطلاقه ، روي أنّه قال له روبيل : أيها الملك لتردنّ إلينا
__________________
(١) المنطقة : ما يشدّ به الوسط.
(٢) تفسير روح البيان ٤ : ٣٠١.
(٣) الحقو : الخصر.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ٣٥٥ / ٢١٢٥ ، تفسير الصافي ٣ : ٣٥.
(٥) الخرائج والجرائح ٢ : ٧٣٩ / ٥٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٣٦.
(٦) تفسير الرازي ١٨ : ١٨٤.
(٧) العناق : الانثى من أولاد المعز والغنم من حين الولادة إلى تمام الحول.
(٨ و٩) تفسير الرازي ١٨ : ١٨٤.
(١٠) تفسير الرازي ١٨ : ١٨٤.
(١١) تفسير روح البيان ٤ : ٣٠٢.