كما روي أيضا عن الصادق عليهالسلام قال : « ما سرقوا وما كذب يوسف ، إنّما عنى سرقتم يوسف من أبيه » (١) .
وفي رواية : « ألا ترى [ أنّه ] قال لهم حين قالوا : ماذا تفقدون. قالوا : نفقد صواع الملك ، ولم يقولوا : سرقتم صواع الملك » (٢) .
وعنه عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لا كذب على مصلح ، ثمّ تلا ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ﴾ ثمّ قال : والله ما سرقوا وما كذب » (٣) .
وعنه عليهالسلام قال : « إرادة الاصلاح » (٤) .
﴿قالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ما ذا تَفْقِدُونَ * قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ
حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ * قالُوا تَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَما
كُنَّا سارِقِينَ * قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ * قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي
رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٧١) و (٧٥)﴾
وقيل : إنّ النداء كان من قبل الكيّالين على ظنّ سرقتهم (٥) ، فلمّا سمعت الإخوة هذا النداء ﴿قالُوا﴾ للذين جاءوا لطلب السّقاية ﴿وَ﴾ هم ﴿أَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ﴾ ازعاجا من نسبتهم إلى السرقة مع كونهم في غاية الشرف : ما هذه النسبة و﴿ما ذا تَفْقِدُونَ﴾ وتعدمون ، وأي شيء ضاع منكم ؟ فلمّا رأى فتيان يوسف في وجوههم غضبا شديدا ﴿قالُوا﴾ في جوابهم ﴿نَفْقِدُ﴾ ونعدم ﴿صُواعَ الْمَلِكِ﴾ وكيله الذي كلنا به طعامكم.
عن الباقر عليهالسلام : « الصاع (٦) : الطاس الذي يشرب فيه » (٧) .
ثمّ قال المؤذن تسكينا لقلوبهم وإيهاما لعدم اعتقادهم السرقة في حقّهم : ﴿وَلِمَنْ جاءَ بِهِ﴾ قبل تفتيش الغلمان له ﴿حِمْلُ بَعِيرٍ﴾ من الطعام جعلا (٨) له ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ وكفيل بأن اؤديه (٩) إليه من مالي لئلا يتهمني الملك.
فأجابهم الإخوة و﴿قالُوا﴾ تعجبا من هذه النسبة إليهم مع ظهور الشرف والنجابة والصلاح منهم:
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ٣٤٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٣٤.
(٢) تفسير العياشي ٢ : ٣٥٤ / ٢١٢٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٣٤.
(٣) الكافي ٢ : ٢٥٦ / ٢٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٣٤.
(٤) الكافي ٢ : ٢٥٦ / ١٧.
(٥) تفسير روح البيان ٤ : ٢٩٩.
(٦) في تفسير العياشي : صواع الملك.
(٧) تفسير العياشي ٢ : ٣٥٤ / ٢١٢٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٣٤.
(٨) الجعل : ما يجعل على العمل من أجر.
(٩) في النسخة : كفيل لأديه.