عن الرضا عليهالسلام : « باعهم في السنة الاولى بالدراهم والدنانير حتى لم يبق في مصر وما حولها دينار ولا درهم إلّا صار في ملكيّة يوسف ، وباعهم في السنة الثانية بالحليّ والجواهر حتّى لم يبق بمصر وما حولها حليّ ولا جواهر إلّا صار في ملكيّة يوسف ، وباعهم في السنة الثالثة بالدوابّ والمواشي حتى لم يبق بمصر وما حولها دابّة ولا ماشية إلّا صار في ملكية يوسف. وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء حتّى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا أمة إلّا صار في ملكيّة يوسف ، وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار حتّى لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار إلّا صار في ملكيّة يوسف ، وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار حتى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة إلّا صار في ملكيّة يوسف ، وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتّى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حرّ إلّا صار عبد يوسف [ فملك ] أحرارهم وعبيدهم وأموالهم ، وقال الناس : ما رأينا ولا سمعنا بملك أعطاه الله من الملك ما أعطى هذا الملك حكما [ وعلما ] وتدبيرا » (١) الخبر.
أقول : إنّما صيّر الله أهل مملكة مصر عبيدا وإماء له ، لأنّهم في البدو نظروا إليه بعنوان العبودية ، ثمّ قال يوسف للملك : أيّها الملك ، ما ترى فيما خوّلني ربّي من ملك مصر وأهلها ، أشر عليّ برأيك ، فإنّي لم اصلحهم لا فسدهم ، ولم انجهم من البلاء ليكون وبالا عليهم. قال له الملك : الرأي رأيك. قال يوسف : إنّي اشهد الله واشهدك أيّها الملك أنّي قد اعتقت أهل مصر كلّهم ، ورددت إليهم أموالهم وعبيدهم ، ورددت إليك خاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير إلّا بسيرتي ، ولا تحكم إلّا بحكمي.
فقال الملك : أنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّك رسوله ، فأقم على ما وليتك فإنك لدينا مكين أمين (٢) .
قيل : إنّه سرى القحط إلى كنعان وبلاد الشام وضاق المعاش على يعقوب وأولاده ، فقالوا لأبيهم : إنّا سمعنا أنّ في مصر ملكا يعين الناس ويبيع الطعام من المحتاجين ، فأذن لنا أن نذهب إليه ونشترى منه الطعام بالبضاعة التي عندنا ، فأذن لهم جميعا إلّا بنيامين ليقوم بخدمته ، فتجهّزوا للسفر ، وأخذوا معهم أحد عشر بعيرا لكلّ منهم بعير ، وبعير لبنيامين ، وحملوا عليها البضاعة (٣) ، قيل : كانت نعالا وأدما(٤).
وقيل : دراهم (٥) . وقيل : مقلا (٦) .
__________________
(١) مجمع البيان ٥ : ٣٧٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٨.
(٢) مجمع البيان ٥ : ٣٧٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٨.
(٣) تفسير روح البيان ٤ : ٢٨٥.
(٤) تفسير الرازي ١٨ : ٢٠١ ، تفسير البيضاوي ١ : ٤٨٩ ، تفسير أبي السعود ٤ : ٢٨٩.
(٥) تفسير الرازي ١٨ : ٢٠١ ، تفسير روح البيان ٤ : ٢٨٨.
(٦) تفسير الرازي ١٨ : ٢٠١ ، تفسير البيضاوي ١ : ٤٩٤ ، والمقل : حمل شجرة الدّوم ، وهي تشبه النخلة ، وثمرتها في - غلظ التفاحة ذات قشر صلب أحمر ، وله نواة ضخمة ذات لبّ اسفنجي ، يكثر في صعيد مصر وفي بعض بلاد العرب.