فقال : تسأل الله أن يردّ عليّ شبابي. فسأل الله ، فردّ عليها شبابها ، فتزوّجها وهي بكر » (١) .
وعن الصادق عليهالسلام : « استأذنت زليخا على يوسف ، فقيل لها : إنّا نكره أن نقدم بك عليه لما كان منك إليه قالت : إنّي لا أخاف ممن يخاف الله. فلمّا دخلت قال لها : يا زليخا ، مالي أراك قد تغيّر لونك ؟ قالت : الحمد الله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا ، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا. فقال لها : ما الذي دعاك إلى ما كان منك ؟ قالت : حسن وجهك. فقال : كيف لو رأيت نبيا يقال له محمد يكون في آخر الزمان أحسن منّي وجها ، وأحسن منّي خلقا ، واسمح [ مني ] كفّا ؟ قالت : صدقت. قال : وكيف علمت أنّي صدقت ؟ قالت : لأنّك حين ذكرته وقع حبّه في قلبي فأوحى الله عزوجل إلى يوسف أنّها قد صدقت ، وأني قد أحببتها لحبّها محمّدا ، فأمره الله عزوجل أن يتزوّجها » (٢) .
قيل : فحملت من يوسف وولدت له ابنين في بطن واحد ، أحدهما افرائيم ، والآخر ميشا ، وكانا كالشمس والقمر في الحسن والبهاء ، وباهى الله بحسنهما الملائكة في السماوات السبع ، وأحبّ يوسف زليخا حبا شديدا ، وتحوّل عشق زليخا وحبّها الأول إليه حتّى لم يبق له بدونها قرار ، وحوّل الله تعالى عشق زليخا وميلها إلى الطاعة والعبادة ، وراودها يوسف يوما ففرّت منه فتبعها وقدّ قميصها من دبر ، فقالت : إن قددت قميصك من قبل ، فقد قددت قميصي الآن ، فهذا بذاك (٣) .
ثمّ أقبلت السنون المجدبة ، فحبس الله عنهم قطر السماء ونبات الأرض حتى لم ينبت لهم حبة واحدة ، فاجتمع الناس إليه ، وقالوا : يا يوسف ، قد فنى ما في أموالنا من الطعام ، فبعنا ممّا عندك ، فأمر يوسف بفتح الأهراء (٤) ، وباع من أهل مصر ، ولا يبيع من أحد أكثر من حمل بعير ، تقسيطا على الناس ، وكان لم يشبع مدة القحط مخافة نسيان الجياع (٥) .
عن الصادق عليهالسلام : « لمّا صارت الأشياء ليوسف بن يعقوب ، جعل الطعام في بيوت ، وأمر بعض وكلائه ببيعه ، وكان يقول : بع بكذا وكذا ، والسعر قائم ، فلمّا علم أنّه يزيد في ذلك اليوم كره أن يجري الغلاء على لسانه ، فقال له : اذهب وبع ، ولم يسمّ له سعرا ، فذهب الوكيل غير بعيد ، ثمّ رجع إليه ، فقال له : اذهب وبع ، وكره أن يجري الغلاء على لسانه ، فذهب الوكيل فجاء أوّل من اكتال ، فلمّا بلغ دون ما كان بالأمس بمكيال قال المشتري : حسبك إنّما أردت بكذا وكذا ، فعلم الوكيل أنّه قد غلا بمكيال ، وهكذا » (٦) الخبر.
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ٣٥٧.
(٢) علل الشرائع : ٥٥ / ١.
(٣) تفسير روح البيان ٤ : ٢٨٢.
(٤) تفسير روح البيان ٤ : ٢٨٣.
(٥) تفسير روح البيان ٤ : ٢٨٤.
(٦) الكافي ٥ : ١٦٣ / ٥ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٧.