أبي فدخل عليّ من حبّه بلاء ، ثمّ أحبّتني امرأة صاحبي فدخل عليّ من حبّها بلاء ، فلا تحبّاني بارك الله فيكما (١) .
وفي رواية عن الراضا عليهالسلام ، « قال : قال السجان ليوسف : [ إني ] لاحبّك. فقال يوسف : ما أصابني [ بلاء ] إلّا من الحبّ ، إن كانت خالتي أحبّتني فهي سرقتني ، وإن كان أبي أحبّني فقد حسدني إخوتي ، وإن كانت امرأة العزيز أحبّتني فحبستني » (٢) .
وعن القمي رحمهالله : إنّ يوسف شكا إلى الله في السجن ، فقال : يا رب ، بما استحققت السجن ؟
فأوحى الله إليه : أنت اخترت السجن حين قلت : ربّ السجن أحبّ إليّ ممّا يدعونني إليه ، هلّا قلت : العافية أحبّ إليّ ممّا يدعونني إليه (٣) .
وعن الصادق عليهالسلام : « البكّاؤن خمسة » إلى أن قال : « وأمّا يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذّى به أهل السجن ، فقالوا له : إمّا أن تبكي الليل وتسكت بالنهار ، وإمّا أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل ، فصالحهم على واحد منهما » (٤) .
وفي رواية اخرى عنه عليهالسلام : « ما بكى أحد بكاء الثلاثة إلى أن قال : وأمّا يوسف فإنّه كان يبكي على أبيه يعقوب وهو في السجن ، فتأذّى به أهل السجن ، فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما » (٥) .
قيل : إن زليخا سالت من العزيز بعد أيام أن يخرج يوسف من السجن ، فلم يفعل ، فأنساهم الله أمر يوسف فلم يذكره حتّى مضى عليه خمس سنين ، وبقي الفتيان اللذان دخلا معه السجن فيه خمس سنين ، ثمّ رأيا الرؤيا قبل انقضاء المدّة بثلاثة أيام (٦) .
ثمّ ﴿قالَ﴾ الساقي الذي هو ﴿أَحَدُهُما﴾ وكان اسمه ابروها أو بوقا (٧) على ما قيل ﴿إِنِّي أَرانِي﴾ في المنام كأنّي في بستان ، فإذا أنا بأصل عنبه (٨) حسنة فيها ثلاثة أغصان عليها ثلاثة عناقيد من عنب فجنيتها ، وكأنّ كأس الملك بيدي ، وإنّي ﴿أَعْصِرُ﴾ فيه العنب الذي يكون مصيره ﴿خَمْراً﴾ وسقيت الملك فشربه (٩) .
وقيل : إن أهل عمان يسمّون العنب بالخمر ، فوقعت هذه اللفظة إلى أهل مكّة فنطقوا بها (١٠) .
__________________
(١) تفسير روح البيان ٤ : ٢٥٨.
(٢ و٣) . تفسير القمي ١ : ٣٥٤ ، تفسير الصافي ٣ : ١٩.
(٤) الخصال : ٢٧٣ / ١٥ ، تفسير الصافي ٢ : ١٩.
(٥) تفسير العياشي ٢ : ٣٤٤ / ٢١٠٢ ، تفسير الصافي ٣ : ١٩.
(٦) تفسير روح البيان ٤ : ٢٦٤.
(٧) في تفسير روح البيان : يونا.
(٨) في تفسير روح البيان : حبلة ، وكلاهما بمعنى ، فالحبلة : الكرم.
(٩) تفسير روح البيان ٤ : ٢٥٧ ، تفسير الرازي ١٨ : ١٣٤.
(١٠) تفسير الرازي ١٨ : ١٣٤.