فقال نوح عند ذلك : يا ماري أتقن ، وهو بالسّريانيّة : ربّ أصلح » (١) .
وعن الباقر عليهالسلام : « سمع نوح صرير السّفينة على الجوديّ ، فخاف عليها ، فأخرج رأسه من كوّة كانت فيها ، فرفع يده وأشار بإصبعه وهو يقول : يا رهمان (٢) أتقن ، تأويلها : ربّ أحسن » (٣) .
وعن الصادق عليهالسلام : « أنّ الله عزوجل أوحى إلى نوح وهو في السّفينة أن يطوف بالبيت اسبوعا ، فطاف كما أوحى [ الله تعالى ] إليه ، ثمّ نزل في الماء إلى ركبتيه ، فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليهالسلام ، فحمله في جوف السّفينة ، حتّى طاف ما شاء الله أن يطوف ، ثمّ ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ، ففيها قال الله للأرض : ﴿ابْلَعِي ماءَكِ﴾ فبلعت [ ماءها ] من مسجد الكوفة كما بدأ الماء منه ، وتفرّق الجمع الذي كان مع نوح عليهالسلام في السّفينة » الخبر (٤) .
﴿وَقِيلَ﴾ على سبيل اللّعن والطّرد : ﴿بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾(٥) قيل : إنّ القائل هو الله (٦) ، وقيل : نوح (٧) .
عن الصادق عليهالسلام ، أنّه سئل : كم لبث نوح عليهالسلام ومن معه في السّفينة حتّى نضب الماء وخرجوا منها ؟ فقال : « لبثوا فيها سبعة أيّام ولياليها ، وطافت بالبيت اسبوعا ، ثمّ استوت على الجوديّ ، وهو فرات الكوفة » (٨) .
﴿وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ
الْحاكِمِينَ * قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما
لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ * قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ
أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ
الْخاسِرِينَ (٤٧)﴾
ثمّ حكى سبحانه اعتراض نوح عليهالسلام عند هلاك كنعان بالغرق ، مع وعده إيّاه بإنجاء أهله ؛ بقوله: ﴿وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ﴾ حزنا على ابنه ﴿فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي﴾ كنعان - أو يام - كان ﴿مِنْ أَهْلِي﴾ الّذين وعدتني إنجاءهم في قولك : ﴿وَأَهْلَكَ وَإِنَّ وَعْدَكَ﴾ هذا ، بل جميع وعودك (٩)﴿الْحَقُ﴾ والصّدق ، لا يمكن تطرّق الخلف إليه ﴿وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ﴾ وأعدلهم ﴿قالَ﴾ الله : ﴿يا نُوحُ إِنَّهُ
__________________
(١) الكافي ٢ : ١٠١ / ١٢ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٤٩.
(٢) في تفسير العياشي : ربعمان.
(٣) تفسير العياشي ٢ : ٣١١ / ٢٠٢٦ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٥٠.
(٤) التهذيب ٦ : ٢٣ / ٥١ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٤٩.
(٥) تفسير الرازي ١٧ : ٢٣٥.
(٦) مجمع البيان ٥ : ٢٥٠.
(٧) مجمع البيان ٥ : ٢٥٠.
(٨) تفسير العياشي ٢ : ٣٠٧ / ٢٠٠٧ ، الكافي ٨ : ٢٨١ / ٤٢١ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٥٠.
(٩) في النسخة : وعدك.