ينصبّ من السّماء أربعين صباحا ، ومن الأرض العيون ، حتّى ارتفعت السّفينة فسحّت (١) السّماء. قال: فرفع نوح عليهالسلام يده فقال : يا رهمان أتقن ، وتفسيرها : يا ربّ ، أحسن » (٢) .
وعنه عليهالسلام : « ارتفع الماء على كلّ جبل وكلّ سهل خمسة عشر ذراعا » (٣) .
وقيل : رفع البيت الذي بناه آدم إلى السّماء السّادسة (٤) ، واستودع الحجر الأسود أبا قبيس إلى زمن إبراهيم (٥) .
وعن الكاظم عليهالسلام : « أنّ نوحا كان في السّفينة ، وكان فيها ما شاء الله ، وكانت السّفينة مأمورة ، فطافت بالبيت ، وهو طواف النّساء » (٦) .
وفي رواية : وسعت بين الصّفا والمروة (٧) .
﴿وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ
وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٤)﴾
وعن الصادق عليهالسلام ، بعد حكاية دعاء نوح عليهالسلام : « فأمر الله عزوجل الأرض أن تبلع ماءها بقوله : ﴿وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ﴾ قال : نزلت بلغة الهند : اشربي » (٨) . ﴿وَيا سَماءُ أَقْلِعِي﴾ وأمسكي ماءك ﴿وَغِيضَ﴾ ونقص ﴿الْماءُ﴾ من وجه الأرض ﴿وَقُضِيَ﴾ وتمّ ﴿الْأَمْرُ﴾ وهو إنجاز ما وعد ، وفرغ من إهلاك الكافرين وإنجاء المؤمنين.
وفي رواية : « فبلعت الأرض ماءها ، فأراد ماء السّماء أن يدخل في الأرض ، فامتنعت الأرض من قبوله ، وقالت : إنّما أمرني الله أن ابلع مائي ، فبقي ماء السّماء على وجه الأرض ﴿وَاسْتَوَتْ﴾ السّفينة ، واستقرّت ﴿عَلَى﴾ جبل ﴿الْجُودِيِ﴾ وهو جبل عظيم بالموصل ، فبعث الله عزوجل جبرئيل ، فساق الماء إلى البحار حول الدّنيا » (٩) .
وفي رواية عن الكاظم عليهالسلام : « فأوحى الله إلى الجبال : إنّي واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكنّ ، فتطاولت وشمخت ، وتواضع الجوديّ ، وهو جبل عندكم ، فضربت السّفينة بجؤجؤها (١٠) الجبل ، قال :
__________________
(١) سحّت السماء : صبّت الماء.
(٢) تفسير القمي ١ : ٣٢٨ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٤٨.
(٣) الكافي ٨ : ٢٨٤ / ٤٢٨ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٥٠.
(٤) زاد في تفسير روح البيان : وهو البيت المعمور.
(٥) تفسير روح البيان ٤ : ١٣٣.
(٦) الكافي ٢ : ١٠١ / ١٢ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٤٩.
(٧) تفسير العياشي ٢ : ٣١٠ / ٢٠٢٢ ، الكافي ٨ : ٢٨٣ / ٤٢٦ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٥٠.
(٨) تفسير العياشي ٢ : ٣١٠ / ٢٠٢٠ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٤٨.
(٩) تفسير القمي ١ : ٣٢٨ ، تفسير الصافي ٢ : ٤٤٩.
(١٠) الجؤجؤ : صدر السّفينة.