كيد المنافقين ، وأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بإحراق مسجد ضرار ، وأنزل الله تعالى ﴿وَالَّذِينَ
اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً ...﴾ الآيات.
ثمّ ذكر أنّ
أبا عامر الرّاهب كان عجل هذه الامّة كعجل قوم موسى ، وأنّه دمّر الله عليه وأصابه
بقولنج وبرص [ وفالج ] ولقوة وبقي أربعين صباحا في أشدّ عذاب ، ثمّ صار إلى عذاب
الله » . وقيل : إنّه مات بالشّام طريدا وحيدا .
وقيل : إنّه
أمر الرّسول صلىاللهعليهوآله مالك بن الدخشم ومعن بن عديّ بخراب المسجد وإحراقه ، فألقوا فيه النّار
فاحترق بعض من فيه .
قيل : إنّ مجمع
بن جارية كان إمام مسجد ضرار ، ثمّ جاء إلى عمر وطلب منه إمامة
مسجد قبا ، قال عمر : لا ، إنّك كنت إمام مسجد ضرار ، قال مجمع : مهلا لا تعجل
عليّ ، إنّي كنت في ذلك الزّمان شابّا وكان المصلّون فيه شيوخا ، وكنت قارئا
للقرآن وهم لا يعلمون منه شيئا ، وما كنت مطّلعا على أحوالهم ، ولو كنت مطّلعا ما
أقمت معهم ساعة ، فقبل عمر عذره وأعطاه إمامة مسجد قبا .
ثمّ قيل : لمّا
رجع النبيّ صلىاللهعليهوآله من تبوك همّ أن يذهب إلى مسجد ضرار ، فنهاه الله عنه بقوله :
﴿لا تَقُمْ﴾ يا محمّد للصّلاة ﴿فِيهِ أَبَداً﴾ والله ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ﴾ وبني ﴿عَلَى التَّقْوى﴾ وخلوص النيّة والأغراض الخيريّة ﴿مِنْ
أَوَّلِ يَوْمٍ﴾ بني - عنهما عليهماالسلام : يعني مسجد قبا - ﴿أَحَقُ﴾ وأولى ﴿أَنْ تَقُومَ﴾ للصّلاة ﴿فِيهِ﴾ من أن تقوم للصّلاة في مسجد اسّس على العصيان والضّرر
على المسلمين.
روي أنّ رسول
الله صلىاللهعليهوآله لمّا هاجر من مكّة وقدم قرية قبا - وهي قرية بقرب
المدينة على نصف فرسخ - نزل في بني عمرو بن عوف ؛ وهم بطن من الأوس ، على كلثوم بن
هرم ، وكان شيخ بني عمرو بن عوف ، أسلم قبل وصول الرّسول صلىاللهعليهوآله إلى قبا أو بعده - على خلاف فيه - فلمّا نزل قال عمّار
بن ياسر : لا بدّ لرسول الله من أن يجعل له مكان يستظلّ به إذا استيقط ويصلّي فيه
، فجمع
__________________