قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٣ ]

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٣ ]

    تحمیل

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٣ ]

    202/652
    *

    ثمّ لمّا لم يصرّح الله سبحانه في الآية السّابقة بقبول توبتهم ، صرّح به بقوله : ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ﴾ من الذّنوب ﴿عَنْ عِبادِهِ﴾ المؤمنين المذنبين التّائبين ﴿وَيَأْخُذُ﴾ منهم ﴿الصَّدَقاتِ﴾ الصّادرة منهم عن خلوص النيّة. ثمّ أكّد قبول توبتهم بقوله : ﴿وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ﴾ على المذنبين ، ومبالغ في قبول توبتهم ﴿الرَّحِيمُ﴾ بهم.

    روي أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا حكم بصحّة توبتهم ، قال الذين لم يتوبوا : هؤلاء الذين تابوا كانوا معنا بالأمس لا يكلّمون ولا يجالسون ، فما لهم ؟ فنزلت (١) .

    وعن الصادق عليه‌السلام : « أنّ الله يقول : ما من شيء إلّا وقد وكّلت [ به ] من يقبضه غيري إلّا الصّدقة فإنّي أتلقّفها بيدي تلقّفا ، حتّى إنّ الرّجل ليتصدّق بالتّمرة أو بشقّ التّمرة فاربّيها له كما يربّي الرجل فلوه (٢) وفصيله ، فيأتي يوم القيامة وهو مثل احد وأعظم من احد » (٣) .

    وعن السجّاد عليه‌السلام : « ضمنت على ربّي أنّ الصّدقة لا تقع في يد العبد حتّى تقع في يد الربّ ، وهو قوله : ﴿هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ(٤) .

    وعنه عليه‌السلام : أنّه كان إذا أعطى السّائل قبّل يد السائل ، فقيل له : لم تفعل ذلك ؟ قال : « لأنّها تقع في يد الله قبل يد العبد » . وقال : « ليس من شيء إلّا وكّل به ملك إلّا الصّدقة فإنّها تقع في يد الله» (٥) .

    وعن الصادق عليه‌السلام : « كان أبي إذا تصدّق بشيء وضعه في يد السّائل ثم ارتدّه منه فقبّله وشمّه [ ثم رده في يد السائل ] » (٦) .

    وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام : « إذا ناولتم السائل شيئا فاسألوه أن يدعو لكم فإنّه يجاب له فيكم ، ولا يجاب في نفسه - إلى أن قال : - وليردّ الذي ناوله يده إلى فيه فيقبّلها ، فإنّ الله تعالى يأخذها قبل أن تقع في يده ، كما قال : ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ(٧).

    وعن الصادق عليه‌السلام في حديث : « والأخذ في وجه القبول منه ، كما قال : ﴿وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ﴾ أي يقبلها من أهلها ويثيب عليها » (٨) .

    وقيل : إنّ قوله ﴿خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً﴾ ذكر أنّ الآخذ هو الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي هذه ذكر أنّ الآخذ

    __________________

    (١) تفسير الرازي ١٦ : ١٨٥.

    (٢) الفلو : الجحش أو المهر يفطم أو يبلغ السنة.

    (٣) الكافي ٤ : ٤٧ / ٦ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٧٢.

    (٤) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٧ / ١٨٨٦ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٧٢.

    (٥) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٧ / ١٨٨٥ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٧٢.

    (٦) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٦ / ١٨٨٢ ، الكافي ٤ : ٩ / ٣ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٧٢.

    (٧) الخصال : ٦١٩ / ١٠ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٧٢.

    (٨) التوحيد : ١٦٢ / ٢ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٧٢.