وعن أمير المؤمنين عليهالسلام في رواية : « كنت أنا الأذان في النّاس » (١) .
وهذا التأويل مرويّ عن الصادق عليهالسلام أيضا وفيه : فقيل له : فما معنى هذه اللّفظة ﴿الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ؟﴾ فقال : « إنّما سمّى الحجّ الأكبر لأنّها كانت سنة حجّ فيها المسلمون والمشركون ، ولم يحجّ المشركون بعد تلك السّنة » (٢) .
وعنه أيضا : ﴿الْحَجِّ الْأَكْبَرِ :﴾ الوقوف [ بعرفة ](٣) ورمي الجمار ، والأصغر : العمرة (٤) .
﴿إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ
أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٤)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد الإعلان بالبراءة عن كلّ المشركين الذي لازمه إلغاء عهد جميعهم ، استثنى عهد غير النّاكثين بقوله : ﴿إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ﴾ معهم ﴿مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ وقيل : إنّ الاستثناء منقطع والمعنى : لا تمهلوا النّاكثين فوق أربعة أشهر ، ولكنّ الذين عاهدتموهم ﴿ثُمَ﴾ بعد العهد ﴿لَمْ يَنْقُصُوكُمْ﴾ من شرائط العهد الذي يكون بينكم ﴿شَيْئاً﴾ ولم ينكثوه ﴿وَلَمْ يُظاهِرُوا﴾ ولم يعاونوا ﴿عَلَيْكُمْ أَحَداً﴾ من أعدائكم ﴿فَأَتِمُّوا﴾ أيّها المسلمون وأدّوا ﴿إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ﴾ كاملا ﴿إِلى﴾ تمام ﴿مُدَّتِهِمْ﴾ ولا تجعلوا الوافين كالنّاكثين والغادرين ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ والمتحرّزين عن مخالفة أمره وتضييع الحقوق.
عن ابن عبّاس قال : بقي لحيّ من كنانة من عهدهم تسعة أشهر (٥) .
روي أنّه عدت بنو بكر على خزاعة في حال غيبة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وظاهرتهم قريش بالسّلاح ، حتّى وفد عمرو بن سالم الخزاعي على رسول الله صلىاللهعليهوآله فأنشده :
لا همّ إنّي ناشد محمّدا |
|
حلف أبينا وأبيك ألا تلدا |
إنّ قريشا أخلفوك الموعدا |
|
و نقضوا ذمامك المؤكّدا |
هم بيّتونا بالحطيم هجّدا |
|
و قتلونا ركّعا وسجّدا |
فقال صلىاللهعليهوآله : لا نصرت إن لم أنصركم (٦) .
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ٢٨٢ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٢١.
(٢) معاني الأخبار : ٢٩٦ / ٥ ، علل الشرائع : ٤٤٢ / ١ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٢١.
(٣) في تفسير العياشي : الوقوف بعرفة وبجمع.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ٢١٨ / ١٧٨٥ ، تفسير الصافي ٢ : ٣٢١.
(٥) تفسير الرازي ١٥ : ٢٢٤.
(٦) تفسير الرازي ١٥ : ٢٢٤.