وعن الصادق عليهالسلام : « سيف وترس » (١) . وفي الفقيه : عنه عليهالسلام : « منه الخضاب بالسّواد » (٢) .
وعن القمّي : السّلاح (٣) .
وقيل : عامّ ، في كلّ ما يتقوّى به على حرب العدوّ (٤) من الآلات ، والحصون ، والعلوم المربوطة به.
﴿وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ﴾ وأفراس مربوطة في سبيل الله. وعن عكرمة : الإناث منه (٥) .
وروي : عليكم بإناث الخيل ، فإنّ ظهورها حرز وبطونها كنز (٦) .
وفي الحديث : « من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا به وتصديقا بوعده ، فإنّ شبعه وريّه وروثه وبوله في ميزانه [ يوم القيامة ] » (٧) .
ثمّ بيّن سبحانه علّة إيجاب الإعداد للحرب بقوله : ﴿تُرْهِبُونَ﴾ بالإعداد وترعبون ﴿بِهِ﴾ كفّار قريش الّذين يكونون ﴿عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ لكونكم أولياء الله ﴿وَ﴾ أعداء ﴿آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ﴾ وممّن عداهم من الكفرة ؛ كاليهود والنّصارى والمنافقين ﴿لا تَعْلَمُونَهُمُ﴾ ولا تعرفونهم جميعا لنفاقهم ﴿اللهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ ويعرفهم.
ثمّ أنّه تعالى بعد الأمر بتحصيل القوّة للحرب ، رغّب المسلمين ببذل المال [ بقوله : ]﴿وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ ووجوه الخير التي أهمّها الجهاد ﴿يُوَفَ﴾ ويوصل ﴿إِلَيْكُمْ﴾ جزاؤه كاملا في الآخرة ﴿وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾ بترك الإثابة أو تنقيصها.
عن ابن عبّاس قال : ﴿يُوَفَّ إِلَيْكُمْ﴾ أي لا يضيع في الآخرة أجره ، ويعجّل الله عوضه في الدّنيا (٨) ، ﴿وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾ أي لا تنقصون من الثّواب.
وروي أنّه « من أعان مجاهدا في سبيل الله ، أو غارما ف عسرته ، أو في مكاتبا في رقبته ، أظلّه الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه » (٩) .
﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد الأمر بالإعداد للحرب ، أمر بإجابة الكفّار إذا سألوا الصّلح بقوله : ﴿وَإِنْ جَنَحُوا﴾ ومالوا ﴿لِلسَّلْمِ﴾ والمصالحة وطلبوها منك ﴿فَاجْنَحْ لَها﴾ ومل إليها إن رأيت الصّلاح فيها ﴿وَتَوَكَّلْ
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٢٠٤ / ١٧٥٣ ، تفسير الصافي ٢ : ٣١٢.
(٢) من لا يحضره الفقيه ١ : ٧٠ / ٢٨٢ ، تفسير الصافي ٢ : ٣١٢.
(٣) تفسير القمي ١ : ٢٧٩ ، تفسير الصافي ٢ : ٣١٢.
(٤ و٥) . تفسير الرازي ١٥ : ١٨٥.
(٦) تفسير روح البيان ٣ : ٣٦٥.
(٧) تفسير روح البيان ٣ : ٣٦٥.
(٨) تفسير الرازي ١٥ : ١٨٧.
(٩) تفسير روح البيان ٣ : ٣٦٦.