خارجة عن إرادة الكاتب من جرّاء القلم وكثرة الحبر وما شابه ذلك(١).
كما ينقض أصالة هذا الركن عندهم هو الفهم السائد الذي كانوا يؤكّدون عليه بأنّ نقل القرآن كان حفظاً في الصدور لا كتابة على السطور ، فلو كان كذلك فما يعني التأكيد على الرسم العثماني ولزوم المطابقة له؟ أليس هناك مفارقة بين الأمرين؟
أمّا الركن الثالث وهو الأصل الأصيل والركن المعتمد في القراءات وهو صحّة السند إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وتواتر القراءة به ، فالّذي ينكر تواتر القراءات لا يعني أنّه ينكر تواتر القرآن ، إذ أنكر جمعٌ غفير من أعلام الجمهور تواتر القراءات كأبي شامة في المرشد الوجيز ، وابن الجزري في النشر في القراءات العشر ، والسيوطي في الاتقان ، وغيرهم ، كما أنكر كثير من علماء الإماميّة ذلك كصاحب الحدائق(٢) ، وصاحب الجواهر(٣) ، وصاحب مفتاح الكرامة(٤) ، وغيرهم ، وقد أشار بعض علماء الشيعة المعاصرين كالسيّد الخوئي إلى أدلّة القائلين بتواتر القراءات ليفنّدها ، مؤكّداً بأنّ التشكيك في تواتر القراءات لا يعني تشكيكاً في تواتر القرآن ، كما أنّ أدلّة تواتر القرآن لا تُثبت تواتر القراءات ولا يمكن تسرية أحدهما إلى الآخر ، وإنّ احتجاج كلّ قارئ من السبعة أو العشرة على صحّة قراءته ، وإعراضه عن قراءة الآخر هو
__________________
(١) انظر النشر في القراءات العشر ٢/١٢٨ / باب الوقف على مرسوم الخط.
(٢) الحدائق الناظرة ٨/٩٥ ـ ١٠٠.
(٣) جواهر الكلام ٩/٢٩٣ ، بيان ما هو معتبر في القراءة.
(٤) مفتاح الكرامة ٧/٢٢١.