الاختلاف في القراءات هو المنفذ الرئيسي الّذي دخله أعداء الدين للمساس بإعجاز القرآن.
وبهذه المناسبة نستطرف ما ذكره السيّد ابن طاووس (ت ٦٤٤ هـ) وهو بصدد تفنيد ما نسبه أبو علي الجبائي (ت ٢٣٥ هـ) إلى الشيعة الإماميّة من القول بالتحريف ، قال :
«كلُّ ما ذكرته من طعن وقداح على من يذكر أنّ القرآن وقع فيه تبديل وتغيير ، فهو متوجّه على سيّدك عثمان ، لأنّ المسلمين أطبقوا على أنّه جمع الناس على هذا المصحف الشريف ، وحرّف وأحرق ما عداه من المصاحف ، فلولا اعتراف عثمان بأنّه وقع تبديلٌ وتغيير من الصحابة ما كان هناك مصحف محرّف ، وكانت تكون متساوية.
ويقال له : أنت مقرّ بهؤلاء القرّاء السبعة وهم مختلفون في حروف وحركات وغير ذلك ، ولولا اختلافهم لم يكونوا سبعة ، بل كانت هناك قراءة واحدة ... فمن ترى ادّعى اختلاف القرآن وتغيّره؟ أنتم وسلفكم لا الرافضة على حدّ تعبيركم! ومن المعلوم من مذهبنا أنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ، كما صرّح بذلك إمامنا جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام.
ويقال له : إنّك ادّعيت في تفسيرك أنّ (بسم الله الرحمن الرحيم) ليست من القرآن ولا ترونها آية من القرآن ، وهي مائة وثلاث عشرة آية في المصحف الشريف تزعمون أنّها زائدة وليست من القرآن ، وأنّ عثمان هو الّذي أثبتها فيه على رأس السور فصلاً بين السورتين ، فهل هذا إلاّ اعتراف منك يا أبا علي بزيادتكم أنتم في المصحف الشريف زيادةً لم تكن من