توصلنا إلى الوحدة في القراءة ، وأنّ هذا الاختلاف بقي سارياً إلى العصور اللاّحقة ، وقد عقد ابن أبي داوود السجستاني (ت ٣١٦ هـ) باباً بعنوان (اختلاف مصاحف الأمصار الّتي نُسخت من الإمام) ، ذكر فيه رواية عن عليّ ابن حمزة الكسائي اختلاف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة ، وفيه : «فأمّا أهل المدينة فقرؤوا في البقرة : (وأوصى بها إبراهيم) ، وأهل الكوفة وأهل البصرة : (وَوَصَّى بِهَا) بغير ألف». ثمّ أخذ يعدّد تلك الأمور الواحد تلو الآخر(١) ، ثمّ ذكر عن سليمان بن مسلم بن جمار أنّ أهل المدينة يخالفون الإثني عشر حرفاً الّتي هي مكتوبة في مصحف عثمان بن عفّان ، فيقرؤون بعضها بزيادة وبعضها بنقصان ، ثمّ أخذ يذكر تلك الموارد الواحد تلو الآخر(٢).
وفي الحديث رقم (١٣٣) من كتاب المصاحف ذكر السجستاني عن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار اختلاف أهل الشام وأهل المدينة وأهل العراق ، ثمّ أخذ يعدّها(٣).
وروى في الحديث رقم (١٣٤) عن أبي حفص عمرو بن عثمان الحمصي بأنّ أهل الشام كانوا يقرؤون بكذا وكذا .. وأخذ يذكرها(٤).
وفي حديث رقم (١٣٥) ذكر ما اختلف فيه أهل المدينة وأهل العراق
__________________
(١) المصاحف ١/٢٥٣ / ح ١٣٠.
(٢) المصاحف ١/٢٦١ / ح ١٣٢.
(٣) المصاحف ١/٢٦١ / ح ١٣٣.
(٤) المصاحف ١/٢٦٢ / ح ١٣٤.