غضُّ منه أو تهمة له ...
إلى أن يقول :
إلاّ أنّنا وإن لم نقرأ في التلاوة به مخافة الانتشار فيه ، ونتابع من يتبع في القراءة كلّ جائز رواية ودراية ، فإنّا نعتقد قوّة هذا المسمّى شاذّاً ، وأنّه ممّا أمر الله تعالى بتقبّله وأراد منّا العمل بموجبه ، وأنّه حبيبٌ إليه ومرضيّ من القول لديه.
نعم ، وأكثر ما فيه أن يكون غيره من المجتمع عندهم عليه أقوى منه إعراباً وأنهض قياساً ، إذ هما جميعاً مرويّان مسندان إلى السلف ، فإن كان هذا قادحاً فيه ومانعاً من الأخذ به ، فليكوننّ ما ضعف إعرابه ممّا قرأ بعض السبعة به هذه حاله ...
ولعمري إنّ القارئ به من شاعت قراءته واعتيد الأخذ عنه ، فأمّا أن نتوقّف عن الأخذ به لأنّ غيره أقوى إعراباً منه فلا ، لما قدّمنا ، فإذا كانت هذه حاله عند الله (جلّ وعلا) وعند رسوله المصطفى ، وأولى العلم بقراءة القرّاء ، وكان من مضى من أصحابنا لم يضعوا للحِجَاج كتاباً فيه ولا أولوه طرفاً من القول عليه ، وإنّما ذكروه مرويّاً مسلّما مجموعاً أو متفرقاً ، وربّما اعتزموا الحرف منه فقالوا القول المقنع فيه»(١).
وبهذا فقد اتّضح لك أنّ اختلاف مصاحف عثمان المرسلة إلى الأمصار ومنهجيّة عثمان في توحيد المصاحف قد وسّعت الشرخ بين المسلمين ، ولم
__________________
(١) المحتسب ١/٣٢ ـ ٣٤.