واستُجيب دعاؤه على الوزير فقُطعت يده وذاق الذل.
وكلامي هذا لا يعني بأنّي أحبّذ القراءة بالشاذ والنادر أو أُجيزه ، فإنّ أئمة أهل البيت عليهمالسلام أكّدوا على لزوم القراءة بما يقرأ به الناس وعدم الخروج عن المشهور عندهم ، لكنّ سؤالي : إن لم يكن ذلك جائزاً ، فلماذا يجيزه مالك بن أنس وغيره؟ قال الزركشي في البرهان :
«وذكر ابن وهب في كتاب الترغيب من جامعه ، قال : قيل لمالك : أترى أن تقرأ مثل ما قرأ عمر بن الخطّاب : (فامْضُوا إلى ذِكْرِ الله)(١) ، قال : جائز ، قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : (أُنزِل القرآن على سبعة أحرف ، فاقرؤوا ما تيسّر منه). ومثل (يعلمون) و (تعلمون)؟ قال مالك : لا أرى باختلافهم بأساً ، وقد كان الناس ولهم مصاحف. قال ابن وهب : سألت مالكاً عن مصحف عثمان ، فقال لي : ذهب. وأخبرني مالك قال : أقرأ عبد الله بن مسعود رجلاً : (إنّ شَجَرَة الزّقُّومِ * طَعامُ الأَثِيم)(٢) ، فجعل الرجل يقول : [طعام] اليتيم ، فقال : طعام الفاجر. فقلت لمالك : أترى أنّ يُقرَأ بذلك؟ قال : نعم ، أرى أنّ ذلك واسعاً»(٣).
بل كيف به يجيز ما تركه المسلمون ، والذي ضُرب من أجله ابن شنبوذ لاحقاً؟ بل ما الفائدة من جمع عثمان الصحابة على حرف واحد ، وترى التابعين لا يأخذون به؟ فقال ابن وهب : سألت مالكاً عن مصحف عثمان ،
__________________
(١) سورة الجمعة : ٩.
(٢) سورة الدخان : ٤٣ و ٤٤.
(٣) البرهان في علوم القرآن ١/٢٢٢ النوع الحادي عشر ـ الأحرف السبعة.