بقراءة زيد بن ثابت(١).
وفي تفسير الطبري : «حدّثنا ابن حميد ، قال : حدّثنا حكام ، عن عنبسة ، عن سالم : أنّ سعيد بن جبير كان يقرأ القرآن على حرفين»(٢).
وقال الأستاذ عزّة دروزة في كتابه القرآن المجيد : «كان لكلٍّ من أُبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود ـ وهما صحابيّان وعالمان في القرآن ـ مصحف ، وإنّ ترتيب سور كلٍّ منهما مغاير لترتيب الآخر من جهة ، ومغاير لترتيب سور المصحف العثماني المتداول من جهة أخرى ، وإنّ في أحدهما زيادة وفي أحدهما نقصاً ، وإنّ المصحفين ظلاّ موجودين يُقرءان إلى ما بعد عثمان بمدّة طويلة»(٣).
تجويز المسلمين الأخذ بما يخالف مصحف عثمان :
فكلّ هذه النصوص تؤكّد وجود هذه القراءات بين المسلمين رغم إصرار الحكومات على الأخذ بمصحف عثمان بن عفّان دون غيره ، فعلى أيّ شيء يدلّ شيوع هذه الظاهرة وتجويز القراءات المختلفة من قبل أئمّة القرّاء ثمّ الاختيار من بينها؟ بل تجاوز الأمر إلى أن ينسبوا كتاباً إلى أبي حنيفة فيه قراءات ما أنزل الله فيها من سلطان ؛ قال أبو العلاء الواسطي : «إنّ الخزاعي وضع كتاباً في الحروف نسبه إلى أبي حنيفة ، فأخذت خطّ الدارقطني
__________________
(١) معرفة القراء الكبار ١/٦٩ ، غاية النهاية ١/٣٠٥ /الترجمة ١٣٤٠.
(٢) تفسير الطبري ١/١٨.
(٣) القرآن المجيد لدروزة : ٤٢٩.