ابن يونس : كان قارئاً عالماً بالفرائض والفقه ، فصيح اللسان شاعراً كاتباً ، وكانت له السابقة والهجرة ، هو أحد من جمع القرآن ، ومصحفه بمصر إلى الآن على غير التأليف الذي في مصحف عثمان ، وفي آخره بخطه : وكتبه عقبة بن عامر بيده»(١).
وقد حكي عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ـ في العصور الأولى ـ قراءة أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وأنّ مصحف الإمام كان موجوداً عندهم.
إذن قراءة ابن مسعود وأُبيّ وعلي بن أبي طالب وابن عبّاس كانت موجودة في البلدان الإسلامية في القرون الأربعة الأولى ، وإنّ قراءة ابن مسعود كانت أكثر انتشاراً في الكوفة من قراءة زيد (قراءة المصحف الرائج) ، فقد أخرج ابن مجاهد بسنده عن عمران ، عن الأعمش (ت ١٤٨ هـ) ، قال :
«أدركت أهل الكوفة ، وما قراءة زيد فيهم إلاّ كقراءة عبد الله [بن مسعود] فيكم اليوم ، ما يقرأ بها إلاّ الرجل والرجلان»(٢).
وعن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، قال : «كان عبد الله يُقرؤنا في المسجد ، ثمّ يجلس بعده نثبت الناس ، فلم تزل قراءة عبد الله بالكوفة لا يعرف الناس غيرها»(٣).
وذكر الذهبي في معرفة القرّاء الكبار بأنّ سعيد بن جبير (ت ٩٥ هـ) كان يؤمّ الناس في شهر رمضان ، فيقرأ ليلةً بقراءة عبد الله بن مسعود ، وليلة
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٧/٤٢.
(٢) السبعة في القراءات لابن مجاهد : ٦٧.
(٣) السبعة : ٦٧.