أبي الأشعث الأسديّ الكوفي الكناسي بذلك(١) ، وأنّ يحيى بن عيسى الفاخوري الرملي الكوفي (ت ٣٢١ هـ) حدّث أبا كريب بذلك ، وهو يشير إلى أنّ المصحف بقي موجوداً بيد المسلمين حتّى أواخر القرن الثاني الهجري وأوائل الثالث ، وقد نقل أخباره يحيى الفاخوري الذي عاش في القرن الرابع الهجري.
وفي النصّ الآتي ما يدلّ على وجود مصحف أُبيّ بن كعب بيد المسلمين قبل ذلك التاريخ ، لأنّ الكسائي (ت ١٨٩ هـ) كان قد شاهده في القرن الثاني الهجري ، فاقرأ ما جاء في المقنع للداني (ت ٤٤٤ هـ) : «... وقال الكسائي : رأيت في مصحف أُبيّ بن كعب (وللرجال) كتابها (وللرجيل) ، و (جاءتهم رسلهم) و (جياتهم) ، و (جاء أمر ربك) (وجيا)»(٢).
وممّا يؤكّد وجود مصحف ابن مسعود بأيدي الناس بعد جمع عثمان ما جاء في الكامل في التاريخ في حوادث سنة (٩٥ هـ) قول الحجّاج بن يوسف : «... ولا أجد أحداً يقرأ على قراءة ابن أمّ عبد ـ يعني ابن مسعود ـ إلاّ ضربت عنقه ، ولأحكّنّها من المصحف ولو بضلع خنزير. وقد ذُكر ذلك عند الأعمش فقال : وأنا سمعته يقول ، فقلت في نفسي : لأقرأنّها على رغم أنفك»(٣).
وفي تهذيب التهذيب ترجمة عقبة بن عامر : «... قلت : قال أبو سعيد
__________________
(١) تهذيب الكمال ٢٩/٣٦٨ /الترجمة ٦٤١٢.
(٢) المقنع : ٦٦.
(٣) الكامل في التاريخ ٤/٢٨٥ حوادث سنة ٩٥.