ويدالله سحابي وعبد العلي بازرگان و... فقد حاولوا المزج بين القرآن والعلوم الحديثة في تفسير الآيات القرآنية(١).
أمّا منهجيّة السيّد الخوئي رحمهالله ذات المذاق الفقهي والتي نراها واضحة في تفسيره لسورة الفاتحة فإنّها تختلف كلّياً عمّا ألّف حتّى في الحقبة المعاصرة.
كما أنّ التوجّه العرفاني للإمام الخميني رحمهالله في تفسيره لسورة الفاتحة نراه قد رسم أبعاداً أخرى مختلفة عن تفسير القرن العشرين.
إنّ تنوّع الأساليب للمفسّرين الشيعة في القرن الأخير ، والاختلاف الزماني والمكاني ، والأسئلة التي يتلقّونها ، واختلافهم في ميزان اهتمامهم بالتفاسير الشيعية والسنّية المتقدّمة ، واستخدامهم لمختلف العلوم في التفسير ، يمكنها أن تكون أصولا مشتركة لرسم معالم التفسير الشيعي في الحقبة المعاصرة ، حيث تلخّصت بشكل عام في الأسلوب التفسيري للميزان من خلال الاهتمام بنفس القرآن في الدرجة الأولى لفهم وتفسير آياته وهو تفسير القرآن بالقرآن ، والاهتمام بالتفسير الموضوعي للقرآن ، وتناول الروايات المنسوبة لأئمّة الشيعة عليهمالسلام بالنقد والتحليل ، وردّ الكثير من الروايات التفسيرية الشيعية لتناقضها مع صريح القرآن أو العقل ، والاجتناب عن الأساطير والخرافات الواردة في بعض الروايات السنّية والشيعية ، ونبذ الروايات
__________________
(١) لقد اهتمّ آية الله مكارم الشيرازي ولجنة تأليف تفسير الأمثل بهذا الموضوع اهتماماً خاصّاً وقد عدّوا الاستعانة بالنظريّات العلمية في تفسير القرآن واحدة من الوسائل التوضيحية لشرح الآية أو ردّ الشبهة عنها ، وللاطّلاع على أحد هذه النماذج راجع تفسير نمونه (الأمثل) ١٠/١١٠ ـ ١١٢.