لقد فقدت في هذه الحقبة بعض الأمور أهمّيّتها بشكل كلّي تقريباً وذلك مثل التوجّه إلى اختلاف القراءات سوى ما ورد منها في بعض الاستنباطات الفقهية.
إنّ مفسّراً كآية الله السيّد أبي القاسم الخوئي رحمهالله في تأليفه لكتاب البيان في تفسير القرآن (النجف ١٣٧٥ هـ) كان كثيراً ما يهتمّ في ردّ جميع أدلّة الميرزا حسين النوري في كتابه فصل الخطاب حيث يبدو ذلك جليّاً في مقدّمة أبحاثه.
في حين أنّنا نرى أنّ آية الله السيّد محمود الطالقاني رحمهالله كثيراً ما كان يهتمّ بالمسائل الاجتماعية في تفسيره للآيات.
إنّ التوجّه العلمي في تفسير الآيات والاهتمام بالمسائل الاجتماعية أخذت تزداد في كثير من تفاسير القرن الرابع عشر الهجري ، وإنّ هذا التوجه يُعدّ من مميّزات هذا العصر في عالم التفسير.
أمّا المفسّرون ذوو المذاق الفلسفي مثل السيّد محمّد حسين الطباطبائي رحمهالله والشيخ عبدالله جوادي الآملي فإنّهما كثيراً ما تطرّقا إلى الجوانب الفلسفية والعرفانية في تفسيرهما للآيات القرآنية(١).
أمّا المفسّرون من نمط من تأثّر بالعلوم الحديثة مثل مهدي بازرگان
__________________
(١) إنّ الخوض في بحوث مثل حقوق المرأة في الإسلام ، حدود الحرّيّات في الدين والعقيدة ، وإبطال مقولة التعدّدية في وجهات النظر في الفكر الديني نراها واضحة في بعض التفاسير مثل الميزان وتسنيم وهو دليل واضح على تلقّي مفسّري العصر الجديد لأسئلة جديدة ومتنوّعة وذلك منذ القرون الماضية.