الأعراف ، المائدة التي التبست وهي يونس ...»(١) ، وهذا النصّ هو الآخر يشير إلى وجود مصحف أُبيّ في البصرة ، وأنّه كُتب حسب ترتيب المصحف الرائج اليوم ، وأنّ ابن شاذان قد شاهده هناك.
وفي تفسير الطبري : «حدّثنا أبو كريب ، قال : حدّثنا يحيى بن عيسى ، قال : حدّثنا نصير بن أبي الأشعث ، قال : حدّثني حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، قال : أعطاني ابن عبّاس مصحفاً ، فقال : هذا على قراءة أُبيّ. قال أبو كريب : قال يحيى : فرأيت المصحف عند نصير فيه : (فما استمتعم به منهن إلى أجل مسمّى)»(٢).
وفيه أيضاً بالسند المتقدّم : «أعطاني ابن عبّاس مصحفاً ، فقال : هذا على قراءة أُبيّ بن كعب. قال أبو كريب : قال يحيى : رأيت المصحف عند نصير ، فيه : (ووصّى ربّك) يعني وقضى ربك»(٣).
فهذان الخبران يدلاّن على أنّ مصحفاً كان على قراءة أُبيّ عند ابن عبّاس ، وقد أعطاه لأيمن بن ثابت ، المكنّى بأبي ثابت الثعلبيّ الكوفي(٤).
وأيمن الكوفي أخبر ابنه حبيب بن أبي ثابت(٥) ، والأخير أخبر نصير بن
__________________
(١) الفهرست : ٤٠.
(٢) تفسير الطبري ٥/١٢.
(٣) تفسير الطبري ١٥/٦٣.
(٤) تهذيب الكمال ٣/٤٤٢ / الترجمة ٥٩٧ ، ٣٣/١٦٧ ، اسمه أيمن بن ثابت روى عن عبدالله بن عبّاس وعن غيره ، روى عنه أبو يعفور الصغير.
(٥) والذي مات في سنة ١٢٢ في ولاية يوسف بن عمر ، كما في تهذيب الكمال ٥/٣٥٨ /الترجمة ١٠٧٩ ، وفي الطبقات ٦/٣٢٠ مات سنة ١١٩.