فانتقل عنها ...»(١).
وجاء في الكامل في التاريخ : «بأنّ كلّ الناس عرف فضل هذا الفعل [جمع عثمان للمصاحف] ، إلاّ ما كان من أهل الكوفة ، فإنّ المصحف لمّا قدم عليهم فرح به أصحاب النبيّ(صلى الله عليه وسلم) ، وإنّ أصحاب عبد الله ومن وافقهم امتنعوا من ذلك وعابوا الناس ...»(٢).
كما حكى ابن النديم عن الفضل بن شاذان (ت ٢٦٠ هـ) قوله : «وجدت في مصحف عبد الله بن مسعود تأليف سور القرآن على هذا الترتيب : البقرة ، النساء ، آل عمران ...»(٣) وهو يدلّ على وجود مصحف لابن مسعود في متناول أيدي الناس في القرن الثالث الهجري ، وأنّه لا يختلف ترتيبه عمّا في أيدي الناس اليوم.
وقال أيضاً حكايةً عن الفضل بن شاذان : «كان تأليف السور في قراءة أبي بن كعب في البصرة في قرية يقال لها قرية الأنصار على رأس فرسخين عند محمّد بن عبد الملك الأنصاري ، أخرج إلينا مصحفاً وقال : هو مصحف أُبيّ ، رويناه عن آبائنا ، فنظرت فيه فاستخرجت أوائل السور وخواتيم الرسل وعدد الآية ، فأوّله فاتحة الكتاب ، البقرة ، النساء ، آل عمران ، الأنعام ،
__________________
(١) تاريخ الإسلام للذهبي ٢٧/٢٣٧ والبداية والنهاية ١١/٣٣٩ ، وفيه : فأشار أبو حامد
والفقهاء بتحريقه بدل بتحريفه.
(٢) الكامل في التاريخ ٣/٩ في حوادث سنة ٣٠ هـ.
(٣) الفهرست : ٣٩.