ربك) ، التزقت الواو بالصّاد»(١).
فإنّ هذه النصوص تؤكّد عدم توقيفيّة الخط وأنّه عمل بشري يمكن خطأ الكتّاب فيه.
عثمان يفرّق الرسم في المصاحف المرسلة إلى الأمصار :
إنّ الداني أرجع سبب اختلاف مصاحف عثمان المرسلة إلى الأمصار إلى عثمان نفسه لا إلى الكتّاب ، فقال :
«فإن سأل سائلٌ عن السبب الموجب لاختلاف مرسوم هذه الحروف الزوائد في المصاحف؟ قلت : السبب في ذلك عندنا أنّ أمير المؤمنين عثمان لمّا جمع القرآن في المصاحف ونسخها على صورة واحدة وآثر في رسمها لغة قريش ـ دون غيرها ممّا لا يصحّ ولا يثبت ـ نظراً للأمّة واحتياطاً على أهل الملّة ، وثبت عنده أنّ هذه الحروف من عند الله عزّ وجلّ كذلك منزلة ومن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مسموعة ، وعلم أنّ جمعها في مصحف واحد على تلك الحال غير متمكّن إلاّ بإعادة الكلمة مرّتين ، وفي رسم ذلك كذلك من التخليط والتغيير للمرسوم ما لا خفاء به ، ففرّقها في المصاحف لذلك ، فجاءت مثبتة في بعضها ومحذوفة في بعضها ، لكي تحفظها الأمّة كما نزلت من عند الله عزّ وجل وعلى ما سُمعت من رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فهذا سبب اختلاف مرسومها في مصاحف أهل الأمصار»(٢).
__________________
(١) الاتقان ١/٥٤٢ / ح ٣٤٩٩ ، مناهل العرفان ١/٢٦٩ ، الشبهة الخامسة.
(٢) المقنع للداني : ١١٥.