كتابة المصحف من طريق التهجّي ، وقد كتب في الإمام (إنّ هذان لساحران)(١)بحذف ألف التثنية(٢) ، وكذلك ألف التثنية تحذف من هجاء هذا المصحف في كلّ مكان مثل : (قال رجلان)(٣) ، و (فآخران يقومان مقامهما)(٤) ، وكتب كتّاب المصحف : الصلوة ، الزكوة ، الحيوة ، بالواو ، واتّبعناهم في هذه الأحرف خاصة على التيمّن بهم ، ونحن لا نكتب : القطاة والقناة والفلاة إلاّ بالألف ، ولا فرق بين تلك الحروف وبين هذه ، وكتبوا : الربوا بالواو ، وكتبوا : (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٥) ، فمال بلام مفردة ..»(٦) وهذا أكثر في المصحف من أن نستقصيه.
وقال في تأويل مختلف الحديث عن مدى معرفة عبد الله بن عمرو بن العاص بالكتابة وجهل غيره بها : «وكان غيره من الصحابة أُمّيّين لا يكتب منهم إلاّ الواحد والإثنان ، وإذا كتب لم يتقن ولم يصب التهجّي».
وقد تناول ابن كثير موضوع إملاء المصاحف ، فقال :
«وقد كانت الكتابة في العرب قليلة جداً ... وقيل : أوّل من تعلمه من الأنبار قوم من طي ... ثمّ هذّبوه ونشروه في جزيرة العرب ... والذي كان يغلب على زمان السلف الكتابة المكتوبة ثمّ هذّبها أبو علي بن مقلة الوزير ،
__________________
(١) سورة طه : ٦٣.
(٢) أي : هذن.
(٣) سورة المائدة : ٢٣.
(٤) سورة المائدة : ١٠٧.
(٥) سورة المعارج : ٣٦.
(٦) انظر تأويل مشكل القرآن : ٥٧ ـ ٥٨.