في كتابه لهم.
فإذن لا إشكال بأنّ الصحابة خطّاؤون ، ويمكن أن يلحنوا في القرآن أيضاً رسماً وقراءة ، كما أنّهم ادّعوا اختلاف الصحابة في القراءة على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأنّه(صلى الله عليه وآله) أقرّ قراءاتهم ، حتّى اشتدّ ذلك بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فكفّر بعضهم بعضاً.
وبهذا فقد اتّضح لك بأنّ وراء كلّ هذا الاختلاف الخلفاء الثلاثة لا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فهو (صلى الله عليه وآله) ألزم المسلمين بالقراءة (بما عُلّموا) ، وكان لا يرتضي اختلافهم في الآيات والسور ويستاء من ذلك ، لأنّه كان قد علّمهم الصحيح من القراءة ، كما جاء صريحاً في قوله تعالى : (ويُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ) ، وقوله تعالى : (لِتَقْرَأه على النّاسِ عَلى مُكْث) ، وأنّ الاختلاف بين الصحابة لم ينشأ في عهده(صلى الله عليه وآله) كما يدّعون ، بل نشأ من بعده في عهد الثلاثة جرّاء منهجهم المغلوط في جمع القرآن واعتمادهم الشاهدَين ، وبما أنّ الشهود كانوا يختلفون في النقل فكانت القراءات تختلف في ما بعد أكثر ممّا سبق ، وهكذا الحال بالنسبة إلى بعض الصحابة ، فقد كان أحدهم يصرّ إدخال جملة على أنّها آية من كتاب الله والآخر لا يرتضيها ، وقد اشتدّ هذا الأمر وعظم خطره في عهد عمر بن الخطاب الذي استفاد من حديث الأحرف السبعة للقول بشرعية القراءات ، ولا يستبعد أن يكون مروان بن الحكم حرق مصحف حفصة بعد وفاتها لكي لا ترجّح قراءة على قراءة أخرى.
نعم ، تنبّه عثمان وسعيد بن جبير وعائشة وابن عبّاس وغيرهم من الصحابة والتابعين إلى وجود اللّحن في القرآن بعد جمع عثمان للمصاحف ،