شيعة لأهل البيت عليهمالسلام في الشام ومكّة آنذاك.
إذن ، ترجيح قراءتي عاصم ونافع على غيرهما لكون عاصم (ت ١٢٧ هـ) قد عاصر الإمام الصادق عليهالسلام (ت ١٤٨ هـ) في الكوفة وكانت قراءته هي الرائجة آنذاك في الكوفة موطن موالي الأئمّة عليهمالسلام بخلاف نافع (ت ١٦٩ هـ) والكسائي (ت ١٨٩ هـ) ، فهما وإن لم يكونا قد عاصرا الإمام الصادق؟ لكن قراءتهما كانت رائجة في البلدان التي يقطنها الشيعة ، إذ أقرّ الإمام الكاظم عليهالسلام (ت ١٨٣ هـ) قراءتهما.
أمّا حمزة الزيّات الذي أخذ قراءته عن الإمام الصادق عليهالسلام فقد بقيت قراءته رائجة في الكوفة وأُمضيت من قبل المعصوم.
أمّا قراءة ابن عامر وابن كثير ، فرغم أنّهما عاصرا الإمامين الباقر (ت ١١٤ هـ) والصادق (ت ١٤٨ هـ) عليهماالسلام ، إلاّ أنّ قراءتهما انتشرت في بلدان لا يقطنها شيعة أهل البيت عليهمالسلام في ذلك الوقت ، فلا يمكن تعميم جواب الإمام عليهالسلام للسائل عما يقرأ به الناس.
ولهذا تبقى قراءة عاصم الكوفيّة والممضاة من قبل الإمام الصادق عليهالسلام ، وقراءة نافع المدنيّة والممضاة من قبل الإمام الكاظم عليهالسلام هما الأقرب لقراءة أهل البيت عليهمالسلام ، لا أنّها هي هي ، وهذا يوضّح ما حكاه الشهيد الثاني عن جماعة من القرّاء أنّهم قالوا : «ليس المراد بتواتر السبع والعشر أنّ كلّ ما ورد في هذه القراءات متواتر ، بل المراد انحصار التواتر الآن فيما نُقل من هذه