المَوْتِ بالحَقّ)(١).
أو من قبيل الاختلاف بالزيادة والنقص في الحروف والكلم ، نحو : (وَمَا عَمِلَتْه أَيْدِيهِمْ)(٢) و (وما عملت) من غير ضمير ، و (نعجةٌ أنثى)(٣) ، وأمثالها ..
فهذه الاختلافات موجودة في القرآن ولا يمكن إنكارها ، وقد أرجعها الزركشي إلى سبعة أوجه كما عرفت.
وبما أنّ أئمّة أهل البيت عليهمالسلام كان لا يمكنهم تغيير الرسم العثماني لمعاداة الحكومات لهم كما لا يمكنهم تصحيح جميع قراءات الناس التي اعتادوا عليها منذ زمن ، فقد اعطوا شيعتهم قاعدة عامّة بعدم تخطّي القراءة الرائجة عند المسلمين ـ رغم اختلافهم معها ـ حفاظاً على وحدة الكلمة في القرآن الكريم ، وقد تكون قراءة عاصم (ت ١٢٧ هـ) ونافع (ت ١٦٩ هـ) هما القراءتان الراجحتان عندهم ، وذلك لرواجهما في عصر الأئمّة عليهمالسلام أو لرواجها في المناطق التي كثر فيها الموالون لهم.
فقراءة نافع كانت في المدينة والإمام الصادق؟ كان فيها وفي الكوفة أيضاً ، وقراءة عاصم وحمزة الزيّات (ت ١٥٦ هـ) والكسائي (ت ١٨٩ هـ) كانت في الكوفة ، وهي موطن شيعتهم ، أمّا قراءة عامر (ت ١١٨ هـ) فقد كانت في الشام وقراءة ابن كثير (ت ١٢٠ هـ) فقد كانت في مكّة ، فلم يعهد وجود
__________________
(١) سورة ق : ١٩.
(٢) سورة يس : ٣٥.
(٣) انظر : البرهان في علوم القرآن ١/٣٣٤ ـ ٣٣٦ النوع الثاني والعشرون.