والنقصان في المجاميع الحديثيّة فهي أخبار آحاد لا تقاوم المتواتر المشهور ، سواء وردت في كتب الشيعة أو في كتب أهل السنة ، ولا يُستبعد أن تكون قد رويت أمثال هذه الأخبار في القرآن للتشنيع على الحجّاج السفّاك الظالم المعروف بظلمه في التاريخ ، ولو صحّ بأنّه غيّر لكان على القرّاء ـ بعد انتهاء حكمه ـ الرجوع إلى القراءة الصحيحة.
إنّ وجود هكذا أخبار في المصاحف للسجستاني وغيره هي التي أعطت المبرّر لأمثال كازانوا أن يقول بأنّ القرآن ألف في القرنيين الثاني والثالث الهجري وبأمر عبد الملك بن مروان ، أو أن يقول ونزبرو بأنّ القرآن أخذ من أقوال النبيّ ولا يمكن إدعاء تواتره إلاّ في أوائل القرن الثالث الهجري ، لأنّه مثل الكتب السماوية الأخرى التي لم تُؤلَّف إلاّ بعد تأليف الفقه والشريعة عندهم(١).
وهذا الباب الذي فتحه أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطّاب هو الذي فتح الباب لأبي بكر البغدادي الخليفة الداعشي لأن يعلن اليوم ـ وعند كتابة هذه السطور ـ عزمه على إعادة كتاب الله وترتيبه لما فيه من الأغلاط!!
وباعتقادنا أنّ تعاهد المسلمين لهذا القرآن بحروفه وكلماته ونظمه وترتيبه حتّى العصر الحاضر أمّةً عن أمّة ـ رغم تنازعهم وتباين وجهات
__________________
(١) خاورشناسان وجمع وتدوين القرآن : ١١٤ عن :
John Wansbrough, Quranic Studies, Oxford, ١٩٧٧. Berg, The Implications of and opposition to the Methodes and theories of John Wansbrough in the Method and study of Religion ١٩٧٧ p. ٦.