يجوز»(١).
وجاء في فتوح البلدان بأنّ كاتب أبي موسى الأشعري كتب إلى عمر : «من أبو موسى ... فكتب إليه عمر : إذا أتاك كتابي هذا فاضرب كاتبك سوطاً وأعزله عن عملك»(٢).
بلى ، إنّ العربي لا يرتضي وجود اللّحن في كلامه ، فكيف يرضى المسلم وجود ذلك في كتاب ربّه ، وهو المأمور بتلاوته في صلاته والأخذ بأحكامه.
فإذا كان عمر وعثمان لا يرتضيان وجود اللّحن في الكلام العربي ، فكيف يتركانه إلى العرب كي يقوّموه؟ إنّه سؤالٌ نطلب إجابته من أتباع ابن تيميّة على وجه الخصوص!
وثالثاً : إنّ ما قاله ابن تيمية هو كلامنا وكلام كلّ معترض على عثمان ، فالإشكال يرد على عثمان وعلى المدافعين عنه لا على من اعترض عليه ، فإنّ الأعجمي حينما يقرأ القسم والتأكيد نفياً في قوله تعالى : (لأَذْبَحَنَّه) بـ (لأاذبحنّه) ، فعلى مَن يقع هذا الخطأ؟ أليس الرسم العثمانيّ هو الّذي أدّى به إلى أن يقرأ القرآن بخلاف مراد الله تعالى؟ وأليس كان سببه عثمان بن عفّان ولجنته الّتي أسّسها والتي ادُّعي بأنّهم من أفصح وأكتب العرب؟! وبعد هذا فلا يُستبعد أن يقرأ الأعجميّ القرآن بوجه يظهر فيه الكفر والخروج عن الدين ، فما هو الحل؟
__________________
(١) المقنع : ١١٩.
(٢) فتوح البلدان ١/٣٤١ ، أخبار القضاة ١/٢٨٦.