وسقطاته ، مدلياً بحجج العلماء التي تثبت تهافته وبطلانه ، وتبيّن ما فيه من أوهام وأحكام فاسدة أظهرها تغافله عن تعليم عثمان القرآن لغير واحد من المشهورين وطمسه له وتجهيله لعراك بن خالد المري ، وإنكاره لمعرفته بالقراءة وإتقانه لها ، وتغاضيه عن تعلّم كثير من القرّاء عليه(١).
يقول(٢) : «انظر إلى هذا القول الساقط من هذا الإمام الكبير ، لا جرم كان الإمام الشاطبي يحذّر من قول ابن جرير هذا. قال السخاوي : وهذا قول ظاهر السقوط ، فقوله : «لا نعلم أحداً قرأ على عثمان» ، غير صحيح.
فإنّ أبا عبد الرحمان السلمي(٣) قرأ عليه وروى أنّه علّمه القرآن ، وقرأ أيضاً على عثمان أبو الأسود الدؤلي(٤) ، وروى الأعمش عن يحيى بن وثاق عن زر عن عثمان(٥) ، ثمّ لا يمتنع أن يكون عثمان أقرأ المغيرة وحده لرغبة المغيرة في ذلك ، أو أراد عثمان أن يخصّه».
ثمّ فتح الدكتور عطوان فصلاً تحت عنوان (نقد الطبري والزمخشري لقراءة ابن عامر)(٦).
ومعناه أنّ ما قالوه عن عثمان في القراءات ليس بثابت يقيناً ، بل يمكن
__________________
(١) انظر : تلاميذه في القراءة في غاية النهاية ١/٥١١/الترجمة ٢١١٣.
(٢) غاية النهاية ٢/٣٠٦.
(٣) أثبتنا في هذه الدراسة عدم صحة ذلك تحت عنوان (عدم أخذ السلمي عن غير علي).
(٤) هذا لم يثبت حسب تحقيقنا.
(٥) وهذا لم يثبت أيضاً ، وسنقدّم دراسة مستقلّة عن الأخيرين إن شاء الله.
(٦) انظر : القراءات القرآنية في بلاد الشام : ٣٣٢.