سعد ، فأنّى لي اللّحن»(١).
وصحيحٌ أنّ عثمان العربي استقبح ذلك ، لكنّه في نفس الوقت أخطأ في حلّ المشكلة ، لعدم تصحيحه تلك المفردات لإيكال الأمر إلى العرب لتقويمه وتصحيحه.
كما أنّ عائشة وابن عبّاس العربيَّين حملا اللّحن في القرآن على خطأ الكتّاب ، وقد حُكي عن أبي بكر قوله : «لئن أقرأ فأُسقط ، أحبّ إليّ من أن أقرأ فألحن»(٢).
إذن العرب كانت تستقبح اللّحن وتسعى لبيان وجه له عندهم ، إلاّ أنّ هذا بعينه يرد على عثمان نفسه لإقراره بوجود اللّحن وتركه الأمر للعرب وعدم سعيه لإزالته ، مع أنّه لا كلفة عليه ولا على غيره من الصحابة في إزالته.
منشأ اللّحن :
ولنا أن نتساءل عن اللّحن الذي شاهده في المصحف ، هل كان قد عرفه وسمعه أيّام رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، أم أنّه أمرٌ حادث طارئ؟ فلو كان ـ والعياذ بالله ـ هو ممّا شاهده وسمعه على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقد كان موجوداً في المصحف الذي جمعه على عهده(صلى الله عليه وآله) ، فيكون المصحف بذلك هو القراءة الصحيحة فلا يجوز تغييره.
وإن كان أمراً حادثاً وطارئاً في العصور التالية ، فكان عليه حذفه وأن لا
__________________
(١) المزهر ٢/٣٤١.
(٢) المصدر السابق.