بدّل دينكم»(١).
وقال ابن مسعود ـ مضافاً إلى اعتراضاته الّتي مرّت ـ : «وما أرى صاحبكم إلاّ وقد غيّر وبدّل ، أيُعزل سعد بن أبي وقّاص ويولّى الوليد بن عقبة؟»(٢).
وقال عمرو بن العاص لعمّار بن ياسر : «فلم قتلتموه؟ قال عمّار : أراد أن يغيّر ديننا فقتلناه»(٣).
وفي الإمامة والسياسة ، قال سعد بن أبي وقّاص : «وأمسكنا نحن ، ولو شئنا دفعنا عنه ، ولكنّ عثمان غيّر وتغيّر»(٤).
وقد شبّهته عائشة بنعثل اليهودي وكفّرته ، وقالت : «اقتلوا نعثلاً فقد كفر»(٥).
وأمثال هذه النصوص كثيرة في كتب التاريخ والحديث ، كلّها تؤكّد عدم ارتياح الصحابة وأمّهات المؤمنين من أفعال عثمان ومسارعتهم إلى إنكار منكراته ، وعلى رأسها حرقه للمصاحف.
وثانياً : صحيح أنّ العرب كانت تستقبح اللّحن غاية الاستقباح في الكلام ، وقد جاء عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قوله : «أنا من قريش ونشأت في بني
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٩/٣٦ شرح الخطبة ١٣٧.
(٢) أنساب الأشراف ٦/١٤٦ في أمر عبد الله بن مسعود.
(٣) صفّين : ٣٣٩ ـ عنه : شرح نهج البلاغة ٨/٢٢ باب عودٌ إلى أخبار صفين.
(٤) الإمامة والسياسة ١/٤٨.
(٥) تاريخ الطبري ٣/١٢ ، الامامة والسياسة ١/٥٢ ، الفتوح ٢/٤٣٧.