وبين (لأُعَذِّبَنَّهُ) القرآنية ، إنّهم قالوا في جواب هذا الإشكال : إنّه إشارة إلى أنّ الذبح لم يحصل ، فجوابنا أنّ التعذيب لم يحصل أيضاً ، فما الفارق بينهما؟
كما نرى أنّ الرسم القديم يُلبس الأمر على القارئ ، وخصوصاً بعد علمنا بعدم تنقيط المصاحف على عهد عثمان.
فالقارئ لا يمكن أن يفرّق بين لفظة (يَا صَالِح) ولفظة (يَصلُح) ، أو بين (ليَسُوءُوا) و (لَيْسوا) ، أو بين (صَافّات) و (صفَّت) ، وأمثالها.
ومثلها كلمة (عَتَوْا) ، فتارةً تكتَب مع ألف(١) وأخرى بغيرها(٢) ، مع أنّ كلمتَي (أَتَوْا) و (دَعَوْا) قد وردت في السورة نفسها مع ألف(٣) ، فما المبرّر في كتابتها في الآية ٢١ من سورة الفرقان بدون ألف ، وكتابتها في الآية ٧٧ من سورة الأعراف مع الألف؟
بل ما الدّاعي لإثبات ألف بعد الواو في سورة فاطر (يَدْعُواْ حِزْبَهُ) مع أنّها ليست بواو جماعة ولا داعي لزيادتها ، في حين تحذف الألف من الآية ٦١ من سورة البقرة : (وَبَاءُو بِغَضَب مِنَ الله) ، ومن الآية ١١٦ من سورة الأعراف : (وَجَاءُو بِسِحْر عَظِيم) ، والآية ٥١ من سورة الحجّ ، والخامسة من سورة سبأ : (وَالَّذِينَ سَعَوْ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ) ، مع أنّها جاءت بصيغة الجمع ، والّتي يجب أن تكون مع الألف.
__________________
(١) سورة الأعراف : ٧٧ (وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ) ، سورة الأعراف : ١٦٦ (فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَا نُهُوا عَنْهُ) ، سورة الذاريات : ٤٤ (فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ).
(٢) سورة الفرقان : ٢١ (وَعَتَوْ عُتُوّا كَبِيراً).
(٣) سورة الفرقان : ١٣ (دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورا) ، سورة الفرقان : ٤٠ (أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ).